تستمر جائحة فيروس كورونا المستجد في إلحاق الدمار في الاقتصاد العالمي والأسواق المالية فيه، ويراقب المستثمرون في الأسواق انتشار الفيروس ويأملون في أن نرى المزيد من التحفيز للاقتصاد من البنوك المركزية والحكومات أيضاً حول العالم كلّه. من جهة أخرى، شهدت الأسهم حول العالم سقوطاً حرّاً خلال الفترة الماضية
ضرب فيروس كورونا الاقتصاد الأمريكي بقوّة، وبدأنا نلاحظ ارتفاعاً في عدد الحالات المصابة بالفيروس، ليصل العدد حتى لحظة كتابة هذا التقرير إلى أكثر من 6300 إصابة. وارتكز انتشار الفيروس في ولاية نيويورك وكذلك واشنطن، تبعهما كاليفورنيا، وهي الولايات الثلاث الأعلى عدد إصابات. لكن بشكل عام، أجبرت الحكومة الأمريكية على إعلان حالة الطوارئ في مواجهة الفيروس المستجد.
مع استمرار انتشار فيروس كورونا في العالم، بل وتسارع الانتشار ليصل إلى 168 دولة حول العالم، أصبحت التوقعات سلبية للغاية بما يخص توقّعات النمو الاقتصادي العالمي. وتشير التوقعات لاحتمال ركود في الاقتصاد العالمي، يرتكز على ركود دول كبرى وعظمى يشمل اليابان ومنطقة اليورو وبريطانيا إلى جانب احتمال انكماش في الاقتصاد الأمريكي. وهذه التوقعات تقدّم أيضاً توقّعاً بانخفاض الطلب العالمي على الأصول والسلع.
تعاني حكومات العالم من معضلة كبيرة، فمن ناحية يجب على الحكومات أن تقوم بإجراءات احتواء واسعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، والذي تعدّى عدد الإصابات به 135 ألف إصابة،
ارتفع عدد الإصابات بفيروس كرونا حول العام منذ أن بدأ تسجيل الحالات إلى قرابة 115 ألف إصابة، ورغم أننا شهدنا تباطؤاً بارتفاع الأعداد في الصين، إلا أن الإصابات الجديدة في تسارع حول العالم، مع وصول عدد المصابين في إيطاليا إلى أكثر من 9 آلاف، وفي كوريا الجنوبية 7500 حالة وفي إيران لأكثر من 7 آلاف وإسبانيا وألمانيا وفرنسا لأكثر من ألف حالة.
انخفضت أغلب مؤشرات الأسهم حول العالم خلال تداولات الأسبوع الماضي، ورغم محاولات الارتفاع التي شهدتها مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع، إلا أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أغلق منخفضاً مقارنة بالأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي. واستطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية الارتفاع يومي الإثنين والأربعاء الماضيين، لكنها عادت للانخفاض يومي الخميس والجمعة.
شهدنا أسبوعاً ليس له مثيل منذ الأزمة المالية العالمية سنة 2008، وفاجأنا الفيدرالي الأمريكي بخفض كبير بأسعار الفائدة، حيث خفّض الفيدرالي الفائدة في البنك الاحتياطي بمقدار 50 نقطة أساس، ليظهر للمتداولين في الأسواق المالية والاقتصاديين حول العالم بأن هنالك أمر مرعب يحصل بالفعل في الاقتصاد العالمي بعدما انتشر فيروس كورونا المستجد في الصين وخارجها.
انخفض الدولار الأمريكي فاقداً أغلب مكاسبه التي تحققت سابقاً هذه السنة، وانخفض مؤشر الدولار الأمريكي منذ لامس مستويات قريبة من الحاجز النفسي 100 نقطة التي حققها في الـ 20 من شهر فبراير الماضي، ويستمر الدولار بالانخفاض في أسبوعه الثاني على التوالي. وبدأ انخفاض الدولار منذ تغيّرت توقعات المتداولين لتوجّهات الفيدرالي الأمريكي، بعدما شهد فيروس كورونا انتشاراً واسعاً حول العالم، ليقلق المتداولين على مستقبل الاقتصاد الدولي، ومنه الاقتصاد الأمريكي.
أصبح فيروس كرونا الشغل الشاغل للعالم، وبدأت البيانات الاقتصادية تظهر لتشير إلى أننا أمام احتمالية تباطؤ اقتصادي عالمي حاد، بل وقد يتسبب انتشار فيروس كورونا بشلل في عديد من قطاعات الاقتصاد. وبدأت البيانات الاقتصادية بإظهار ضعف كبير في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو الاقتصاد الصيني الذي يشكّل أكثر من 16% من الاقتصاد العالمي.
شهدت أسواق الأسهم العالمية وأسواق الأصول مرتفعة العائد أسوأ أسبوع لها منذ 12 عام مضت، أي منذ الأزمة المالية العالمية التي ضربت في العالم سنة 2008. وانخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية حول العام بشكل قوي، بعدما أظهرت تقارير مخاطر أن يتحوّل فيروس كرونا لوباء عالمي. ورغم أن منظّمة الصحة العالمية أكدّت بأنه لا يمكن حالياً اعتبار الفيروس وباء عالمي، إلا أن استمرار انتشاره قد يجعل المنظّمة تعلن أن الفيروس سريع الانتشار جائحة عالمية.
يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط
© 2023 Equiti جميع الحقوق محفوظة