شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملموساً مع استمرار انتشار فيروس كورونا ووصول عدد الحالات المصابة إلى أكثر من 187 ألف حالة، ووصل عدد الحالات القائمة التي تستثني حالات الشفاء والوفاة لقرابة 100 ألف، وهذا رقم قياسي لم نشهده حتى أثناء انتشار الفيروس في الصين. وأصبحت إيطاليا وإيران وإسبانيا بؤراً لتفشّي الفيروس، مما يزيد من القلق من انتشار الفيروس حول العالم، ليتسبب في حالة من الهلع والخوف في الأسواق المالية.
وانخفضت مؤشرات الأسهم، كما أن المعادن الثمينة انخفضت، وتوجّه المتداولون للدولار الأمريكي لتفضيلهم الدولار على الملاذات الآمنة الكلاسيكية، إذ أن المتداولين يفضّلون حالياً النقد في ظل حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد العالمي.
وتشير التوقعات لاحتمال أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بمقدار 5% خلال الربع الثاني من هذه السنة، وتوقّعت حكومة ألمانيا انكماش الاقتصاد على مدى هذه السنة. كذلك، دولاً مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا من المحتمل أن تشهد ركوداً يترافق مع تباطؤ شديد في الاقتصاد الصيني، وكل هذه الظروف تدفع الأصول ذات المخاطرة للانخفاض، وحتى الذهب لم يعد مرغوباً بشكل كبير من المتداولين، لتقلّب سعره في السوق.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلّة العملات الرئيسية الست لأعلى مستوياته منذ الـ 24 من شهر فبراير الماضي، ليعوّض أغلب الخسائر التي مني بها منذ تغيّرت توقعات الفيدرالي الأمريكي آنذاك. فالطلب الكبير على الدولار الأمريكي يبدو واضحاً في الأسواق، مع احتفاظ المتداولين بالنقد.
وربما يستمر الدولار الأمريكي بارتفاعه مع استمرار تدهور توقعّات الاقتصاد العالمي، في ظل استمرار نمو أعداد المصابين بفيروس كورونا، الأمر الذي يجبر الحكومات على إجراء المزيد من خطط الاحتواء التي تضر في الاقتصاد العالمي.
