شهد الدولار الأمريكي انخفاضاً خلال تداولات هذا اليوم الخميس، متأثّراً بتوقّف ارتفاع عوائد سندات الحكومة الأمريكية. وكان الدولار قد شهد بعض الارتفاع خلال الجلسات الماضية، مستفيداً من بيانات الوظائف الأمريكي التي صدرت الجمعة الماضي، إلى جانب التحسّن في عوائد السندات. لكن، سرعان ما عادت العملة الخضراء للانخفاض من جديد وسط انتظار المتداولين لمستجدات حول خطّة إنفاق عام حكومية من الولايات المتحدّة، والتي ما زالت تتعثّر مع تعارض آراء الحزب الجمهوري والديموقراطي حول حجم الخّطّة.
وبعد الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار الذهب خلال هذا الأسبوع، وصلت أمس لمستويات حول 1862 دولار لتجذب هناك عمليات شرائية جديدة، لتعود وترتفع من جديد. ارتفعت أسعار الذهب اليوم لتلامس الأعلى عند سعر 1942 دولار للأونصة الواحدة، بعدما كانت قد لامست الأدنى عند 1912 دولار.
لكن، بعدما صدرت بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية من الولايات المتحدّة مشيرة لتقديم 963 آلاف شخص لطلبات الإعانة، مقابل توقعات أسوأ من ذلك بكثير، انخفضت أسعار الذهب قليلاً، لكنها بقيت ضمن نطاقها الإيجابي على مستوى جلسة تداول اليوم.
وتستفيد أسعار الذهب من طلبات الملاذ الآمن وتغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية للنقد، فالبيانات الاقتصادية التي صدرت أمس من الولايات المتّحدة أثبتت ارتفاع معدّل التضخم خلال الشهر الماضي بنسبة 0.6% ليتبع ارتفاعاً آخر حصل شهر يونيو بلغت نسبته 0.6% أيضاً. وبذلك، تكون العوائد الحقيقية لسندات الحكومة الأمريكية سالبة، خصوصاً عوائد سندات أمد استحقاق عام وعامين، مما يدفع المتداولين لطلب الذهب كبديل عن السندات لحفظ القدرة الشرائية للنقد.
ومع انخفاض الدولار، استطاع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي الارتفاع ليلامس الأعلى عند سعر 1.1852 بارتفاع من السعر الأدنى المتحقق اليوم عند 1.1779 دولار لليورو الواحد. أما الجنيه الإسترليني، فقد ارتفع بعد ملامسته الأدنى عند 1.3025، واستفاد من استقراره فوق الحاجز النفسي 1.30 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، ليلامس الأعلى اليوم عند سعر 1.3110 دولار.
وتأثّر الجنيه الإسترليني يوم أمس ببيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أثبتت انكماش الاقتصاد بنسبة تبلغ 20.4%، ورغم أن هذه النسبة أقل سوءاً مما كان متوقعاً، إلا أنها تعتر أكبر انكماش فصلي في كل الدول العظمى في العالم. إلا أن الجنيه استطاع العودة للارتفاع مع أنباء أشارت بأن بريطانيا ربما تتوصّل مع الولايات المتحدّة لاتفاق تجاري خلال الأشهر القليلة المقبلة.
بالنسبة للين الياباني، فيشهد حالياً عمليات بيع مكثّف، ليرتفع الدولار مقابل الين رغم انخفاض الدولار مقابل العديد من العملات الأخرى. وانخفض الين الياباني مقابل أغلب العملات الرئيسية في العالم، بسبب بيع الين الياباني للتوجّه نحو أصول ذات عائد مرتفع، في تداولات تسمّى متاجرات العائد، حيث يتم بيع العملات ذات العائد المنخفض مثل الين الياباني، لدخول استثمارات ذات عائد مرتفع مثل أسواق الأسهم.
وتشهد تداولات عقود مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات متذبذبة ضمن نطاقات ضيقة اليوم، إلا أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لكبرى الشركات الأمريكية ملتصق في تداولاته قريباً من أعلى مستوياته تاريخياً التي تحققت شهر فبراير الماضي 2020 عند 3397 نقطة. وتستفيد أسواق الأسهم الأمريكية من خطط التحفيز الفيدرالية الهائلة، إلى جانب توقعات بأن يتم تمرير اتفاق خطّة الإنفاق العام بقيمة تتراوح بين 1 و3 ترليون دولار.
أما بالنسبة لأسعار النفط، فقد حققت يوم أمس ارتفاعاً بعدما صدر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي أظهر انخفاضاً مقداره 4.5 مليون برميل في المخزون التجاري الأمريكي. لكن، بقي الارتفاع محدوداً بعدما أظهر تقرير منظّمة أوبك بتوقعات انخفاض الطلب العالمي على النفط هذه السنة بأكثر مما كان متوقعا.
وتداول سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف اليوم بين الأدنى عند 42.64 والأعلى 43.06 دولار للبرميل الواحد من النفط، ضمن نفس النطاق الذي تداولت فيه الأسعار يوم أمس.
