انخفض الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الرئيسية اليوم، إلا أنه عاد لتقليص خسائره وتستقر أسواق العملات في نطاقات تداولها المعتادة. وتحاول أسعار الذهب تحقيق المكاسب، إلا أن ارتفاع سعر المعدن الثمين ما يزال محدوداً. بالنظر إلى مؤشرات الأسهم الأمريكية وأسعار النفط، فنلاحظ بأنها تتداول ضمن نطاق محدود أيضاً. فما الذي تنتظره الأسواق، وما هو الشيء الذي قد يحرّكها ويخرجها من النطاق المحدود؟
تنتظر الأسواق المالية حالياً أي مستجدات بخصوص خطّة الإنفاق العام من الولايات المتحدّة الأمريكية، والتي علقت في مجلس الكونجرس. حتى هذه اللحظة، لا يوجد أي مستجدات بهذا الخصوص، منذ الإعلان الأخير الذي تم من خلاله تأكيد انقسام بين أعضاء الحزب الديموقراطي والجمهوري حول حجم خطّة التحفيز المطلوبة. كذلك، تود الأسواق المالية انتظار المستجدات بالعلاقات السياسية والتجارية بين الولايات المتحدّة والصين، بعد أن تم تأجيل اجتماع كان من المقرر أن ينعقد سابقاً، لبحث التزام الصين باتفاق التجارة المرحلة "1" الذي تم توقيعه سابقاً.
وبما أن الأسواق المالية تنتظر تلك المستجدات، استقرّت العملات والمعادن والأسهم في نطاق ضيق اليوم، خصوصاً وأن هنالك تضارباً في الآراء حول مستقبل الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من هذه السنة. البعض ينظر إلى حقيقة أننا حالياً نعيش في الموجة الثانية لانتشار فيروس كوفيد 19، والتي قد تعرقل التعافي الاقتصادي، فيما ينظر البعض الآخر لحقيقة أن أغلب الدول لا تتوجّه لإجراء حجر شامل وإغلاقات اقتصادية كاملة. بالتالي، نجد بأن التوقعات تجاه مستقبل النمو الاقتصادي العالمي غير واضحة الآن.
وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني اليوم انكماش الاقتصاد للربع الثالث على التوالي، وقد سجّل الاقتصاد انكماشاً بلغت نسبته 7.8% على مدى الربع السنة الثاني 2020، مما يعني انكماشاً بلغت نسبته 27.8% بمقارنة الربع الثاني 2020 بمثيله عام 2019. ويعتبر هذا الانكماش قياسياً، ليؤكد استمرار ركود الاقتصاد للشهر التاسع على التوالي.
وارتفع الين الياباني مقابل سلّة العملات، بسبب إقبال المتداولين على شراء الين الياباني خلال الجلسة الآسيوية لتصفية مراكزهم المالية من الأصول ذات العائد المرتفع في عديد من الدول الآسيوية، والتي منها اليابان. حيث يتم شراء الين الياباني لتصفية الأصول مرتفعة العائد مما سبب ارتفاعه.
وانخفض زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني متأثّراً بقوّة الين من الأعلى المتحقق اليوم عند سعر 106.64 ين للدولار الأمريكي الاحد، ليلامس الأدنى عند سعر 106.30 دولار والذي ما زال يستقر قربه.
أما زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي، فقد شهد ارتفاعاً محدوداً من الأدنى عند 1.1827 ولامس الأعلى خلاله عند 1.1867. لكن، عاد الزوج للانخفاض مقلّصاً مكاسبه. وبالانتقال لزوج الجنيه مقابل الدولار، سنلاحظ بأن أداؤه كان وما زال مشابهاً لأداء اليورو مقابل الدولار، حيث أن الجنيه ارتفع مقابل الدولار من الأدنى عند سعر 1.3072 ليحقق الأعلى عند 1.3120 قبل أن يعود ليفقد مكاسبه وينخفض قليلاً.
وبالتالي، نلاحظ تداولات ضيقة جداً للعملات مقابل الدولار، وتباين أداء العملات المرتبطة بالسلع مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزلندي وكذلك الدولار الكندي.
بالانتقال للمعادن الثمينة، سنلاحظ ارتفاعاً في أسعار الذهب رغم انخفاضها خلال الجلسة الآسيوية نحو سعر 1929 دولار، فقد استفادت الأسعار من تزايد الطلب على الذهب لتغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية للنقد، ولامس سعر الذهب الأعلى عند 1956 دولار للأونصة.
بالنسبة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، فنلاحظ بأنها في تداول محدود جداً، لكن يتداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لكبرى الشركات الأمريكية على بعد نقاط قليلة من أعلى مستوى قياسي حققه تاريخياً عند 3397 نقطة، ويتداول اليوم في مستويات بين 3369 و3381 نقطة. فآمال خطط التحفيز الاقتصادي من الحكومة الأمريكية إلى جانب السياسيات النقدية للفيدرالي الأمريكي، ظروف تساهم في إبقاء الطلب على الأسهم الأمريكية.
وتداولت أسعار النفط الأمريكي الخفيف لعقود تسليم شهر سبتمبر 2020 بين 42.14 و42.73، بسبب انتظار المتداولين لاجتماع منظّمة أوبك لاحقاً هذا الأسبوع.
