بعد يومين كاملين من الارقام الاقتصادية المهمة من المملكة المتحدة, بما فيها ارقام معدلات التضخم وارقام تقرير الوظائف البريطاني, والتي اتت نتائجها بشكل متضارب, نركز اليوم على المزيد من الاحداث من المملكة المتحدة والتي تكمن في قرار بنك انجلترا المركزي خلال الجلسة الاوروبية.
سيتم الاعلان عن القرار في تمام الساعى 11:00 بتوقيت غرينتش, اي الساعة 15:00 بتوقيت دبي, ويتذمن الحدث الاعلان عن قرار اسعار الفائدة وبرنامج شراء الاصول, وبيان البنك المركزي حول السياسة النقدية وتصويت الاعضاء على كل من اسعار الفائدة وبرنامج شراء الاصول ايضاً.
توقعات الأسواق الحالية
بشكل عام, تشير التوقعات الى ابقاء السياسة الحالية دون تغير على ما هي عليه في الاجتماع السابق, بما فيها استقرار معدلات الفائدة عند ادنى مستوياتها في التاريخ عند 0.25% وبرنامج شراء الاصول عند مستويات 345 مليار جنيه استرليني.
اما عن محضر الاجتماع الحالي, فتشير التوقعات ايضاً الى بعض التغير في الاصوات حول اسعار الفائدة, حيث من المتوقع ان يأتي التصويت عند 2-0-7 بصالح الابقاء على افائدة دون تغير بالمقارنة مع 2-0-6 في الاجتماع الماضي وهو ما سيكون مفتاح تحركات الاسواق اليوم
ما أهم ما يجب التركيز عليه في اجتماع اليوم؟
في ظل القرار المنتظر اليوم, ينتظر المستثمرون في الاسواق المزيد من التوضيحات من قبل البنك المركزي حول برنامج التيسير الكمي الحالي ومستقبل اسعار الفائدة على المدى القصير على الاقل.
ومؤخراً شهدنا ارتفاعاً واضحاً في معدلات التضخم والتي وصلت الى اعلى مستوى لها منذ العام 2012 تقريباً. إلا ان متوسط الاجور اظهر نوعاً من خيبة الامل يوم أمس على الرغم من ان التوقعات كانت تشير الى ارتفاعه من جديد بشكل واضح.
ومع عدم وجود تضخم في الاجور والرواتب الى الان, فهذا يعني ان البنك المركزي البريطاني قد يحصل على وقت اضافي ليبقي اسعار الفائدة دون تغير قبل ان يقوم بالرفع, لكن اهم ما يجب التركزي عليه في اجتماع اليوم هو تصويت الاعضاء على اسعار الفائدة, وهو أهم من اي شيء آخر وحتى انه أهم من تعليقات مدير البنك المركزي.
السيناريوهات المتوقعة
في الاجتماع الماضي, كان هناك عضوين صوتا لصالح رفع اسعار الفائدة بواقع 25 نقطة اساس. وفي الاجتماع الذي سبقه, كان هناك ثلاث أعضاء صوتوا ايضاً لصالح رفع أسعار الفائدة ايضاً.
على الرغم من ذلك, وبما ان معدلات التضخم الان وصلت الى اعلى مستوى لها منذ العام 2012, فهناك احتمالية كبيرة بأن نشهد المزيد من الاعضاء يصوتون لصالح رفع اسعار الفائدة من جديد, قبل ان يفوت البنك المركزي الفرصة في ظل ضعف النمو والذي الى الان لازال دون التوقعات وبعيد عن المستويات المستهدفة للبنك المركزي البريطاني.
والسيناريو الاقل احتمالاً اليوم يكمن في ابقاء كامل السياسة الحالية على ما هي عليه, بالاضافة الى استقرار الاصوات لأسعار الفائدة واصوات برنامج التيسير الكمي دون تغير, وفي ما لو تم ذلك, فهذا من شأنه ان لا يؤثر على الأسواق كثيراً.
ماذا سيحصل في ما لو تغيرت الأصوات؟
هذا هو مفتاح التداولات للجنيه الاسترليني خلال جلسة اليوم, يوم أمس فشل الجنيه الاسترليني في الاستقرار فوق مستويات الدعم وعاد للانخفاض بسبب خيبة الامل من متوسط الاجور, وهو ما ادى الى اغلاق يومي دون مستويات الدعم التي كانت تتمركز يوم امس عند مستويات 1.3225, وهو ما يقلل من النظرة الايجابية للزوج خلال تداولات اليوم.
على الرغم من ذلك, إلا انه وفي ما لو فاجأ اعضاء بنك انجلترا المركزي الاسواق وصوت ثلاث اعضاء منهم لصالح رفع اسعار الفائدة بواقع 25 نقطة اساس. فهذا من شأنه ان يؤدي الى تعويض الجنيه الاسترليني للخسائر التي مني بها خلال تداولات يوم امس, بمعنى ان مستويات 1.3330 قد تكون المستويات التالية, ومستويات المقاومة التي تليها تتمركز عند 1.3360.
ومن جهة اخرى, في ما لو صوت الاعضاء بالاجماع على ابقاء معدلات الفائدة العامة وبرنامج التيسير الكمي على ما هي عليه, فهذا سيكون السيناريو الأسوأ للجنيه الاسترليني, وهو ما قد يؤدي الى انخفاضات واضحة من جديد وقد ينخفض الجنيه الاسترليني نحو مستويات 1.3150 تتبعها مستويات 1.31 على الأقل.
من الناحية التقنية, المؤشرات التقنية على المستوى اليومي كانت قد وصلت الى مستويات تشبع عمليات الشراء وتقاطعت نحو الأسفل خلال تداولات الامس, وهو ما يرجح الانخفاض بشكل اكبر من توقعات الارتفاع من الناحية التقنية على الأقل, لكن الاساسيات والاخبار قد تكون المسؤولة عن تغيير هذه التوقعات اليوم.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
