مع عدم وجود مفاجآت كبيرة, فقد قرر البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي ان يبقي على اسعار الفائدة العامة ما بين 1.0% الى 1.25% كما كانت توقعات الاسواق تماماً, لكن اهم ما كان على الجميع متابعته خلال قرار الامس وكما ذكرنا في التقرير السابق يكمن في قرار الفدرالي بأن يبدأ بتخفيض الميزانية العامة للبنك بالاضافة الى توقعات اسعار الفائدة المستقبلية وتوقعاته الفصلية للنمو والبطالة ومعدلات التضخم.
الفدرالي سيبدأ بتخفيض الميزانية في اكتوبر
هذا القرار هو ابرز القرارات التي تم اتخاذها في اجتماع يوم امس, حيث سيبدأ الفدرالي الاميركي بتخفيض الميزانية التي تقدر بأكثر من 4.5 تريليون دولار مع بداية شهر اكتوبر المقبل بواقع 10 مليار دولار شهرياً وسيزداد هذا الرقم تدريجياً وكل ثلاثة اشهر حتى يصل الى 50 مليار دولار شهرياً خلال 12 شهر تقريباً.
وهذه المعلومات التي ذكرها الفدرالي يوم امس ليست بالمعلومات الجديدة, حيث كان قد نشر هذه الخطة بالتفصيل في اجتماعه خلال شهر يونيو الماضي.
إلا ان اتخاذ القرار والاعلان عن بداية التخفيض هو ما ادى الى التحركات الكبيرة في الاسواق التي شهدناها خلال جلسة الامس.
أسعار الفائدة قد ترتفع مرة اخرى خلال العام الجاري
الغالبية العظمة في لجنة السوق المفتوحة للفدرالي يتوقعون ان يكون هناك امكانية لرفع اسعار الفائدة من جديد ولمة واحدة قبيل نهاية العام, وهو ما قد يتم بالفعل خلال اجتماع ديسمبر المقبل.
العقود الاجلة لمعدلات الفائدة الاميركية الان اصبحت تسعر احتمال 60% بأن يتم رفع اسعار الفائدة بواقع 25 نقطة اساس في ديسمبر المقبل, وفي نفس الوقت هناك احتمال 60% بأن نكون على موعد مع رفع اسعار الفائدة 3 مرات خلال العام المقبل 2018.
وطبقاً لجدول توقعات الفدرالي لمعدلات الفائدة طويلة الاجل, فقد خفض اعضاء الفدرالي مجمل توقعاتهم لمعدلات الفائدة الطبيعية على المدى الطويل الى مستويات 2.75% بدلاً من المعدلات السابقة التي كانت عند 3.0% تقريباً.
التوقعات الاقتصادية للفدرالي
حول توقعات العام الجاري, فقد قرر الفدرالي الاميركي بأن يرفع من توقعاته لمعدلات النمو للعام الجاري الى مستويات 2.4% بدلاً من 2.2%, بينما ابقى على توقعات معدلات البطالة عند مستوياتها القياسية 4.3%, لكن الاهم من كل ذلك انه خفض من توقعات التضخم للعام الجاري الى مستويات 1.5% بدلاً من التوقعات السابقة التي كانت عند مستويات 1.7% تقريباً
اما بالنسبة للعام المقبلة 2018, فقد ابقى الفدرالي الاميركي على توقعات النمو عند مستويات 2.1% دون تغير, بينما قام بتخفيض توقعاته لمعدلات البطالة نحو مستويات 4.1% من 4.2%, وخفض توقعات التضخم من جديد نحو مستويات 1.9% بدلاً من 2.0%.
كما اظهر الفدرالي الاميركي وبشكل واضح قلقه من اسباب استمرار انخفاض معدلات التضخم والتي لازالت ضعيفة, وذكرت جانيت يلين وبشكل صريح يوم امس ان الفدرالي لا يعلم لماذا لازالت معدلات التضخم منخفضة وهو شيء مقلق بالفعل.
ماذا يعني كل ذلك للمؤشر العام للدولار الاميركي
ارتفع المؤشر العام للدولار الاميركي امام الجميع خلال جلسة يوم امس, قرار بداية تخفيض الميزانية واحتمالية ان يكون هناك رفعة اخرى للفائدة في ديسمبر المقبل احد ابرز الامور التي ادت الى ارتفاع الدولار يوم امس.
إلا ان هناك بعض الحوافز السلبي في نفس الوقت والتي تكمن في تخفيض توقعات التضخم المستقبلية وتخفيض توقعات اعضاء الفدرالي لمستويات الفائدة الطبيعية على المدى المتوسط والطويل.
إلا انه وعلى الرغم من كل ذلك, لم نشهد حتى اللحظة استمرار لارتفاع الدولار بعد, خلال الجلسة الاوروبية الى الان, الدولار منخفض بحوالي 0.15% ليتداول المؤشر قرب مستويات 92.30.
في الوقت الحالي, لازال المؤشر العام للدولار يتداول دون مستويات المقاومة الرئيسية والتي تتمركز ما بين مستويات 92.50 و 92.70 والتي كانت تعتبر مستويات دعم مهمة ما بين العام 2016 و 2015 وحتى نهاية العام 2014.
الاغلاق الاسبوعي حالياً هو الاهم خلال الايام المقبلة, حيث ان اغلاق الاسبوع فوق المستويات المذكورة هو الوحيد الذي قد يعطي الاشارة لمزيد من الارتفاعات.
عدا عن ذلك, وفي ما لو فشل الدولار في الارتفاع مع نهاية الاسبوع الجاري, فهذا يعني ان الاتجاه العام المنخفض سيستمر وفي الغالب ما سيتسارع خلال الاسابيع المقبلة.
على مستوى الانخفاض, مستويات الدعم الاولى للمؤشر تتمركز عند مستويات 92.0 تتبعها مستويات 91.0 وهذه نفس المنطقة التي لطالما تداول المؤشر العام للدولار فيها منذ نهاية اغسطس الماضي.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
