بعد تداولات الاسبوع الماضي والذي شهد العديد من الارقام الاقتصادية وخصوصاً من الولايات المتحدة الاميركية, يأتي اسبوع جديد مع العديد من الارقام الاقتصادية المهمة والتي من شأنها ان يكون لها تأثير ملفت على الاسواق.
توقعات رفع اسعار الفائدة الاميركية في ديسمبر المقبل
في نهاية تعاملات الاسبوع الماضي, شهدنا جميعاً خيبة الامل من الارقام الاقتصادية التي صدرت خلال تداولات يوم الجمعة الماضية, بما فيها ارقام التضخم الاميركية وارقام مبيعات التجزئة.
اظهرت ارقام التضخم الاميركية خيبة امل واضحة على معظم المستويات, لترتفع المؤشرات بأقل من التوقعات خلال شهر سبتمبر الماضي على المستوى الشهري, بينما اظهرت الارقام السنوية بعض التراجع والتباطؤ. بالاضافة الى ذلك ايضاً, اظهرت ارقام مبيعات التجزئة نوع من التضارب, لكن ارقام مبيعات التجزئة الاساسية اتت بأفضل من التوقعات.
على الرغم من هذه الارقام, إلا ان الاسواق لازالت في حالة من عدم اليقين حول مستقبل رفع اسعار الفائدة, واحتمالات رفعها بواقع 25 نقطة اساس, وهذه الحالة من المتوقع ان تستمر خلال تعاملات الاسبوع الجاري.
يوم هادئ خلال تعاملات يوم الاثنين
اليوم الاول في تداولات الاسبوع الجاري يأتي مع القليل جداً من الارقام الاقتصادية المهمة, والتي من شأنها ان يكون لها تأثير بسيط على الاسواق, بما فيها ارقام التضخم في الصين.
وخلال فترة التداولات الاوروبية اليوم, سنتابع ارقام الميزان التجاري من الاتحاد الاوروبي والذي تشير التوقعات الى ارتفاع الفائض نحو مستويات 20 مليار يورو, بينما من المتوقع ان يرتفع مؤشر اسعار قطاع البيع بالجملة في المانيا بواقع 0.4% في سبتمبر الماضي.
اما وخلال فترة التداولات الاميركية اليوم, سنتابع رقمين فقط, بما فيها مؤشر القطاع الصناعي في نيويورك بالاضافة الى ارقام الميزانية الفدرالية الاميركية في وقت متأخر من الجلسة الاميركية.
يوم التضخم خلال تداولات الثلاثاء
خلال تعاملات يوم الثلاثاء المقبل, قد يكون هذا اليوم هو احد اكثر الايام ذات الارقام الاقتصادية المهمة سواء خلال الجلسة الاسيوية والاوروبية والاميركية ايضا.
خلال الجلسة الاسيوية, سنتابع ارقام التضخم من نيوزلندا على المستوى الفصلي, والتي من المتوقع ان تظهر ارتفاعاً قدره 0.4%, بالاضافة الى محضر اجتماع البنك الاحتياطي الاسترالي خلال نفس الجلسة.
خلال فترة التداولات الاوروبي, ستتجه الانظار من جديد نحو ارقام التضخم في المملكة المتحدة, والتي من المتوقع ان تظهر المزيد من الارتفاعات. مؤشر اسعار المستهلكين السنوي من المتوقع ان يرتفع نحو مستويات 3.0% اما مؤشر اسعار المستهلكين الاساسي فمن المتوقع استقراره نحو مستويات 2.7%. إلا ان المؤشرين فوق المستويات المستهدفة للبنك البنك المركزي البريطاني, وهو ما قد يدفع البنك الى ان يبدأ في رفع اسعار الفائدة في فترة اسرع من الماضي.
بالاضافة الى كل ذلك ايضاً, سنتابع النتائج النهائية لمعدلات التضخم في الاتحاد الاوروبي, بما فيها مؤشر اسعار المستهلكين العام والاساسي والتي تشير التوقعات الى عدم تعديلها خلال الشهر الماضي.
الوظائف خلال تداولات الأربعاء والخميس
خلال فترة التداولات الاسيوية يوم الاربعاء, ستتجه الانظار من جديد نحو المملكة المتحدة, حيث سنتابع ارقام تقرير الوظائف خلال شهر سبتمبر. التوقعات تشير الى استقرار معظم المؤشرات, بما فيها مؤشر الاجور والذي من المتوقع ان يستقر عند مستويات 2.1%, بينما من المتوقع استقرار البطالة عند مستويات 4.3%, لكن وفي نفس الوقت, تشير التوقعات الى ارتفاع طلبات الاعانة بسبب البطالة بواقع 3.2 الف طلب تقريباً.
يوم الخميس المقبل, سنتابع ارقام تقرير الوظائف من استراليا ايضاً, بالاضافة ارقام الاقتصاد الصيني الاساسية والتي سيكون لها احد اكبر التأثيرات على الاسواق, بما فيها ارقام الناتج المحلي الاجمالي ومؤشر الانتاج الصناعي, ومؤشر الاستثمار في الاصول الثابتة ومبيعات التجزئة.
التوترات الجيوسياسية مستمرة في التأثير على الاسواق
خلال الاسابيع القليلة الماضية, استطاعت الاسواق العالمية ان تتجاهل جميع االتوترات الجيوسياسية ما بين الولايات المتحدة الاميركية وكوريا الشمالية والتي لازالت مستمرة حتى الان.
خلال بداية عطلة نهاية الاسبوع, كانت هناك العديد من التقارير التي تشير الى ان كوريا الشمالية تتحضر لتجربة صاروخ جديد, قد يصل مداه الى الواجهة الغربية للولايات المتحدة الاميركية.
إلا ان هذه التوقعات في الغالب ما سيكون لها تأثير محدود على الاسواق, خصوصاً في ما لو لم نشهد أي نوع من التحرك العسكري الواضح من الولايات المتحدة الاميركية ضد كوريا الشمالية. وطالما انه لا يوجد أي تحرك جديد وواضح, ففي الغالب ما ستعود الاسواق العالمية الى تجاهل هذه التوترات في ما لو حصل من جديد.
إعداد:
نور الدين الحموري
محلل مالي
