ارقام بريطانية متضاربة والاسترليني في المنطقة الخضراء الى الان

17 أكتوبر 2017 01:05 م

خلال فترة التداولات الاوروبية الصباحية اليوم, اتت نتائج ارقام التضخم في المملكة المتحدة بشكل متضارب نوعاً ما. على الرغم من ذلك, إلا ان بنك انجلترا المركزي لازال في مأزق, بينما لازال الجنيه الاسترليني في المنطقة الخضراء حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

معدلات التضخم البريطانية فوق المستويات المستهدفة

ارقام التضخم اليوم كانت متضاربة كما ذكر سابقاً, حيث ان بعض الارقام اتت بأقل من التوقعات, بينما اظهرت بعضها نتائج كما التوقعات نوعاً ما. لكن في النهاية, إلا ان معدلات التضخم البريطانية لازالت أعلى من المستويات المستهدفة لبنك انجلترا المركزي والتي تتمركز عند 2%, وهو ما يبقي احتمالية ان يكون البنك المركزي على موعد مع رفع لاسعار الفائدة في نوفمبر المقبل, وذلك على الرغم من ان معدلات النمو البريطانية لازالت ضعيفة.

ارتفع مؤشر اسعار المستهلكين على المستوى السنوي, ليسجل أعلى مستوى له لهذا العام عند مستويات 3.0% وهذا الارتفاع هو الثاني على المستوى الشهري على التوالي, واعلى مستوى للتضخم يصل اليه هذا المؤشر منذ مارس من العام 2012. اما مؤشر اسعار المستهلكين الشهري, فقد ارتفع بواقع 0.3% كما كانت توقعات السوق.

أما عن مؤشر أسعار المستهلكين الاساسي على المستوى السنوي, فقد استقر دون تغير عند مستوياته السابقة عند 2.7% في سبتمبر وكما كانت التوقعات تماما. لكن هذه القراءة لازالت هي الاعلى لهذا العام, واعلى مستوى منذ نهاية العام 2012 تقريباً. أما مؤشر اسعار المستهلكين الاساسي على المستوى الشهري, فقد ارتفع بأقل من التوقعات ليسجل 0.2%, مع ان التوقعات كانت تشير الى ارتفاعه بواقع 0.3%.

ما هو المأزق أمام بنك انجلترا المركزي

قرر بنك انجلترا المركزي خلال العام الماضي بالاعلان عن زيادة برامج شراء الاصول, وذلك بعد نتائج استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي مباشرة والذي كان مفاجئاً للجميع, حيث ان صناع القرار في المملكة المتحدة ظنو انه من المناسب اومن الذكاء أن يتم اتخاذ هذه الاجراءات في اسرع وقت ممكن.

على الرغم من ذلك, إلا ان معدلات التضخم قد ارتفعت من 0% الى مستويات 3% منذ ان تم الاعلان عن نتائج استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي, بينما ارتفع التضخم خلال العام الجاري فقط من مستويات 1% الى 3%. وفي نفس الوقت, لازالت معدلات النمو الفصلية عند ادنى مستوى منذ العام 2015, لتساوي ادنى مستوى للنمو منذ العام 2012 ايضاً.

يمكن المأزق الذي ينتظر بنك انجلترا المركزي في حل المعضلة الحالية وكيفية التعامل معها, حيث ان رفع اسعار الفائدة سيؤدي الى تراجع معدلات التضخم, لكن معدل النمو لازال منخفض وضعيف جداً. كما ان رفع اسعار الفائدة سيضغط على اسعار النمو من جديد.

نظرة على الجنيه الاسترليني

خلال الايام القليلة الماضية, سجل الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الاميركي اطول فترة ارتفاع يومي منذ بداية العام, وهو الشيء الذي لم يشهده الزوج منذ نهاية العام الماضي على الاقل.

خلال تداولات يوم امس, انخفض الجنيه الاسترليني لأول مرة بعد ارتفاعات دامت على مدار خمسة ايام على التوالي. على الرغم من ذلك, إلا ان الزوج لازالت يتداول فوق مستويات الدعم التي تتمركز عند 1.3225, والتي صمدت خلال فترة شهر اغسطس الماضي كمستويات مقاومة مهمة سابقة.

في الوقت الحالي, تراجعات الزوج التي شهدناها خلال تداولات الامس من الممكن وضعها في خانة التصحيح على المدى القصير, ومع احتمالية عالة بأن نشهد رفع لاسعار الفائدة من بنك انجلترا المركزي, فهذا من شأنه ان يبقي عمليات الطلب على الزوج خلال الايام والاسابيع المقبلة.

من الناحية التقنية, حتى في ما لو كسر الجنيه الاسترليني لمستويات 1.3225, ستبقى النظرة العامة ايجابية طالما ان الزوج يتداول فوق مستويات خطوط الاتجاه المرتفعة على المستوى اليومي والتي تتمركز ما بين مستويات 1.3120 ومستويات 1.30 على المستوى السنوي.

أما على مستوى الارتفاع, فمستويات المقاومة الاولى تتمركز عند مستويات 1.33 تتبعها مستويات 1.3360, بينما وفي ما لو نجح الاسترليني في اختراق تلك المستويات, فهذا من شأنه ان يفتج المجال لمزيد من الارتفاعات قد تصل نحو مستويات 1.3430.

إعداد:

نور الدين الحموري

محلل مالي

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط