تربع اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع على قائمة أهم الأحداث الاقتصادية. ولكن في حقيقة الأمر لم يكن هذا الاجتماع هو الوحيد الذي تم عقده، بل تتبعه قرارات عدد من البنوك المركزية الأخرة نستعرضها معًا كالأني:
الفيدرالي الأمريكي يتسبب في ضعف الدولار
قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مساء الأربعاء الإبقاء على الفائدة دون تغيير عند مستويات الصفر، إلا أنه قام بتأجيل توقعاته للرفع حتى عام 2023، الأمر الذي تسبب في زيادة الضغوطات البيعية على الدولار الأمريكي عقب صدور القرار وتقرير التطعات الاقتصادية.
على الجانب الأخر، رفع البنك توقعاته للنمو خلال العام الجاري من 4.2% إلى 6.5%، مع تراجع البطالة من 5% إلى 4.5%.
عائدات السندات تستمر في الضغط على أداء الذهب
وبالرغم من التراجعات الذي سجلها الدولار الأمريكي متأثرًا بقرار الفائدة، إلا أن تلك التراجعات لم تستمر لفترة طويلة، حيث عادت العملة الخضراء للارتفاع أمام أغلب العملات الرئيسية مع ارتفاع عوائد السندات.
فرفع الفيدرالي الأمريكي توقعاته لنمو التضخم بحوالي 2.4% خلال 2021 مقابل التوقعات السابقة عند 1.8%، قد تسبب في تصاعد مخاوف ارتفاع التضخم بشكل مبالغ فيه الفترة المقبلة. بالرغم من تأكيد محافظ الفيدرالي جيروم باول على أن الارتفاعات الحالية للتضخم تعود إلى عوامل مؤقتة.
وارتفعت عائدات السندات لأجل عشرة أعوام إلى نسبة 1.7%، بل ازدادت التوقعات بارتفاعها إلى نسبة 2% بحلول نهاية العام، الأمر الذي تسبب في نهاية المطاف إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي والضغط على أداء الذهب ليستمر في التداول أسفل خط الاتجاه الهابط ومستويات 1750 دولار للأونصة.
بنك انجلترا يسير على نفس خطى الفيدرالي الأمريكي
وفي يوم الخميس الماضي قرر بنك انجلترا أيضًا الإبقاء على معدلات الفائدة عند 0.10%، وحجم برنامج مشتريات الأصول عند 895 مليار جنيه استرليني بتصويت الإجماع.
وكانت تصريحات بنك انجلترا مشابهه إلى حد كبير تصريحات الفيدرالي الأمريكي، حيث أكد على أن التحديات تستمر في السيطرة والناجمة عن تفشي فيروس كوفيد-19 والتي كانت سبب رئيسي في تباين أداء البيانات الاقتصادية في الآونة الأخيرة. وفي النهاية أكد على أن البنك على استعداد لاتخاذ المزيد من التدابير التوسعية إذا لزم الأمر.
بنك اليابان يُجري تعديلات على السياسة النقدية
قرر بنك اليابان في اجتماع صباح الجمعة في توسيع النطاق المستهدف للعائد القياسي، في محاولة للتحكم في أسعار الفائدة على المدى البعيد بغرض التحكم في ارتفاعات التضخم.
على الجانب الأخر، أنهى البنك الإلزام بشراء صناديق الاستثمار المتداولة بوتيرة سنوية 6 تريليون ين، حيث أكد على أن يقوم بالشراء في تلك الصناديق عند الضرورة مع وضع حد أقصى عند 12 تريليون ين.
وارتفع الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي عقب صدور القرار ليصل الدولار ين إلى مستويات 108.60 قبل أن يقلص بعض خسائره ليجرى تداوله بالقرب من مستويات 108.85.
النفط يتراجع متأثرًا بمخاوف الطلب
لم يكن هذا الأسبوع جيد لأسعار النفط العالمية التي شهدت تراجعات قوية مع تجدد مخاوف تراجع الطلب العالمي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل سجل يوم الخميس الماضي أكبر انخفاض يومي منذ أكتوبر الماضي.
وتراجع خام عرب تكساس إلى مستويات 58.55 دولار للبرميل، فيما تراجع خام برنت إلى مستويات 60.90 دولار للبرميل.
يأتي هذا في الوقت الذي تراجع فيه الطلب على النفط من قبل الصين، كما أن العقبات التي تقف أمام اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19 أثارت مخاوف تراجع الطلب العالمي على المدى القريب.
