تعتبر منطقة اليورو واحدة من أكبر القوى المؤثرة في الاقتصاد العالمي، فقد لاحظنا طوال الأعوام المنصرمة أن توتر الأوضاع في المنطقة كان واحدًا من الأسباب التي ساهمت في ارتفاع حالة عدم اليقين العالمي، وبدء تلاشي تلك المخاطر ساعد هذا كثيرًا النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
منطقة اليورو هو الأسم الذي يُطلق على دول الاتحاد الأوروبي المنضمة إلى العملة الموحدة ألا وهي اليورو. تم إصدار اليورو في عام 1999 واحتفلت الدول الأوروبية في واحدة من أكبر الاحتفالات بالتزامن مع إطلاق تلك العملة الجديدة. وبمجرد انطلاق العملة نجد أنها قد شهدت ارتفاعات قوية مقابل الدولار الأمريكي قبل أن يتم إغلان انزلاق المنطقة إلى الركود لأول مرة في تاريخها في أعقاب الأزمة العالمية، حيث أشارت كافة المؤشرات الاقتصادية إلى وجود انكماش وتراجع دام لفترة من الوقت.
تضم منطقة اليورو إحدى عشر دولة من الاتحاد الأوروبي وتشمل النمسا، بلجيكا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، أيرلندا، إيطاليا، لوكسمبرج، هولندا، البرتغال، إسباينا، قبرص، اليونان، لاتفيا، ليتوانيا، مالطا، سلوفاكيا، سلوفينيا واستونيا. وكانت أخر الدول المنضمة إلى منطقة اليورو ليتوانيا في عام 2015. ويصل عدد سكان منطقة اليورو إلى ما يتخطى 340 مليون نسمة.
في عام 2004 تم الإعلان بأن اليونان لم تكن مؤهلة أبدًا في يوم من الأيام بالدخول في النظام النقدي الأوروبي الموحد، وذلك لأن البيانات الاقتصادية التي أعطيت للجهات الأوروبية المسؤولة تم تزويرها وأعطيت عوضاً عنها معلومات خاطئة عن صحة أداء الاقتصاد اليوناني.
وهناك دول أخرى في أوروبا كانت تطبق قبل مجيء اليورو عملات لإحدى الدول المطبقة لليورو، لذا تبنت العملة الجديدة بدلاً من العملة القديمة. هذه الدول تشمل: موناكو، سان مارينو والفاتيكان. وهناك دول تطبق اليورو أيضا بطريقة غير رسمية، هي: أندورا، كوسوفو والجبل الأسود.
كان قبول اليورو بين دول الأعضاء متفاوتًا من دولة إلى آخر، على سبيل المثال في دول كانت قيمة عملتها منخفضة كإيطاليا واليونان، لقي اليورو ترحيب أوسع من دول ذوات عملة أقوى كألمانيا وفرنسا. كما أن سعر اليورو القوي مقابل معظم العملات القديمة أعطى الانطباع بأن اليورو أتى ومعه ارتفاع الأسعار. أما في أمور أخرى كالسفر والسياحة، لقى اليورو ترحاب كبير بين السياح لأنه وفر عليهم تغيير العملة وسهل مهمة الدفع.
