أزمات مالية كان لها صدى واسع على الاقتصاد العالمي

6 فبراير 2018 04:13 م

عرف العالم الأزمات المالية والاقتصادية منذ عشرات السنين وقد تكررت بعدة صور وفي كل مرة يخرج منها العالم بعدة دروس يستفاد منها للمستقبل رغم التشاؤم الذي يسيطر على الجميع عند حدوثها والذي يصل إلى حد الخوف بانتهاء العالم رغم تهديدها للاستقرار الاقتصادي والسياسي في كثير من الدول وسرعة انتقالها إلى الدول الأخرى.

1- أزمة التوليب

انتشرت وردة التوليب في أوروبا عن طريق هدية من السلطنة العثمانية إلى امبراطور روما، ومنها انتقلت إلى هولندا في بدايات القرن الـ17. وكانت فترة العصر الذهبي الهولندي، إذ توافرت سيولة نقدية وزادت ثروات الكثيرين مع تحسن الأوضاع الاقتصادية. واعتبرت زهرة التوليب رمزًا للطبقة الراقية، بل وصلت أن الزهرة كانت تباع بأكثر من 10 أضعاف الدخل السنوي لحرفي ماهر، الأمر الذي دفع جميع فئات المجتمع الدخول بأموالهم وحتى بممتلكاتهم للمضاربة بشراء التوليب وبيعها حتى بلغت أسعار براعم التوليب ذروتها، وبالتالي انهيارها في شكل سريع، ما أدى إلى خسارة آلاف الهولنديين أموالهم وممتلكاتهم.

2- أزمة الائتمان عام 1772

نشأت هذه الأزمة في لندن، وانتشرت إلى باقي أنحاء القارة الأوروبية، وكانت بريطانيا لها قدرًا كبيرًا من الثروة من خلال حيازاتها في المستعمرات ومن التجارة. وأوجد ذلك حالة من التفاؤل المبالغ فيه وأسهم في تكوين فترة من التوسع الائتماني السريع لكثير من البنوك البريطانية. ووصلت هذه المبالغة إلى نهاية مفاجئة في الثامن من يونيو عام 1772 عندما فر أحد شركاء مركز صرافة إلى فرنسا هربًا من الديون.

وانتشرت الأنباء بسرعة وأحدثت ذعرًا مصرفيًا في إنجلترا، إذ بدأ الدائنون يشكلون طوابير طويلة أمام المصارف البريطانية مطالبين بسحب فوري لأموالهم. وانتشرت الأزمة سريعا إلى أسكتلندا وهولندا ومناطق أخرى من أوروبا والمستعمرات البريطانية الأميركية.

3- أزمة البترول 1973

عام 1973 استخدمت مصر وسوريا النفط سلاحا ضد إسرائيل في حرب أكتوبر، حيث قررت منظمة أوبك منع تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل. وعلى الرغم من أن المقاطعة لم تدم سوى 5 أشهر، إلا أن أثرها استمر إلى الآن. فبعد الحرب بأقل من شهرين خسر مؤشر ناسداك 97 مليار دولار. وبدأت منذ ذلك الوقت الصناعات اليابانية وخاصة في مجال السيارات تنافس المنتجات الأميركية. وحينئذ بدأت الولايات المتحدة تعمل بسرعة البرق لتأمين مخزونات تسد حاجاتها من المشتقات النفطية.

4- أزمة النمور الآسيوية عام 1997

نشأت الأزمة الآسيوية في تايلند عام 1997 وانتشرت سريعًا إلى دول شرق آسيا التي كانت تلقب بالنمور الآسيوية وإلى شركائهم التجاريين. فتدفق الأموال من الدول المتقدمة إلى اقتصادات شرق آسيا وفي مقدمتها تايلند واندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية أحدث تفاؤلا أدى إلى تمديد مبالغ في الائتمانات وتراكم ضخم للديون في تلك الاقتصادات.

وفي يوليو 1997 اضطرت حكومة تايلند إلى التخلي عن تثبيت سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار بعد تطبيقه لفترة طويلة وأرجعت القرار لنقص في موارد العملة الأجنبية. ومع انتشار الذعر في الأسواق انتاب القلق المستثمرين من احتمال إقدام حكومات في شرق آسيا على إشهار إفلاسها وانتشر الخوف من تراجع مالي على مستوى العالم. واستغرق الأمر سنوات حتى عادت الأمور إلى نصابها، وتدخل صندوق النقد الدولي لتوفير حزم انقاذ للاقتصادات الأشد تضررا لمساعدتها على تجنب التخلف عن السداد.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط