شهر مهم للدولار الأمريكي

19 ديسمبر 2017 12:09 م

بواسطة جوراف كاشياب

مع إصدار العديد من الأحداث الرئيسية في السوق، ظل سوق العملات الأجنبية الأسواق عالقًا في نفس النطاقات التي تم الإشارة لها خلال آخر تقرير نُشر في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وبقي مؤشر الدولار خلال شهر ديسمبر في النطاق المحدد مسبقًا ما بين المستويات 92.50 و 94.20، في حين انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي في بورصة دبي للذهب والسلع، لكنه أغلق أعلى مستوى دعم رئيسي عند 1.17، والذي لا يزال يمثل مستوى جيدا لبدء عمليات شراء من جديد. ولقد كان شهرًا مهمًا بالنسبة للدولار الأمريكي الذي شهد بعض الدعم الشرائي نتيجة التفاؤل حول قانون الضرائب الذي وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإذا تمكن الجمهوريون تمريره في الكونجرس فقد يشهد مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا ليتجاوز مستويات الـ 94.

وكما كان متوقعا، شهد اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير رفع سعر الفائدة في عام 2017 للمرة الثالثة إلى النطاق 1.25-1.5%. وكانت لهجة الاحتياطي الفيدرالي المؤيدة لرفع معدلات الفائدة في المستقبل هي التي أبقت اهتمام المستثمرين لشراء الدولار الأمريكي؛ وفي البيان المصاحب لقرار الفائدة، أعلنت جانيت يلين، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي أنهم يتطلعون برفع الفائدة 3 مرات إضافية على الأقل في عام 2018 مع توقع برفعها مرتين في عام 2019. وعلى الرغم من الانخفاض في أسعار المستهلكين في نوفمبر (أظهرت البيانات أن التضخم الأساسي الذي يستثني أسعار الغذاء و الطاقة تراجعه إلى 0.1٪ على أساس شهري، في حين تباطأ على أساس سنوي إلى 1.7٪، مقارنة بالقراءة السابقة والتي بلغت 1.8٪)، لا يزال البنك الاحتياطي الفيدرالي متفائلا من آفاق النمو المستقبلية. ومع تسعير ارتفاع سعر الفائدة إلى حد كبير، فإننا مرة أخرى نؤكد على أن التطورات من واشنطن سوف تحدد مسار الدولار الأمريكي حتى نهاية ديسمبر وخلال شهر من يناير.

ومع اقتراب عطلة أعياد الميلاد، ستقل السيولة في أسواق العملات، ومع ذلك، فإننا نحرص على مراقبة واحدة من البيانات الأمريكية المهمة  في أجندة هذا الشهر، وهي قراءة الناتج الإجمالي المحلي والتي سيتم إصدارها يوم الخميس في الساعة 17:30 بتوقيت الإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن تظهر نموًا بنسبة 3.3%، ولا نتوقع أن نرى أية مفاجآت في هذا الإصدار.

وعلى نفس الصعيد، لم نشهد أي إجراءات جديدة من بنك انجلترا والبنك المركزي الأوروبي، فكلاهما حافظ على معدلات الفائدة دون تغيير. وإذا بدأنا مع المركزي الأوروبي فقد أبقى رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي الباب مفتوحًا لشراء  الأصول في المستقبل.  وذلك بعد اجتماع أكتوبر، الذي خفض فيه المركزي الأوروبي مشتريات الأصول الشهرية من 60 مليار يورو (259.88 مليار درهم) إلى 30 مليار يورو في الشهر، ويُنظر إلى الموقف الأخير للمركزي الأوروبي بأنه على الجانب الأكثر حذرا. وعلى الرغم من النمو الجيد، لا يزال التضخم متباطئًا في منطقة اليورو، ولا يزال السيد دراجي غير ملزم على مسار السياسة المستقبلية للبنك المركزي الأوروبي، وبدلا من ذلك يُبقي جميع خياراته مفتوحة. وكان هذا هو النهج الذي أضعف اليورو مقابل منافسيه، وأبقاه أعلى مستوى 1.17 مقابل الدولار الأمريكي. في حين أن التوقعات لليورو مقابل الدولار الأمريكي تبدو واعدة خلال النصف الأول من عام 2018، وسنحتاج إلى رؤية تقدم جيد لبيانات التضخم للحفاظ على وجهة نظرنا خلال الربع الأول من عام 2018.

في المملكة المتحدة، رأينا صورة مختلفة . مع ارتفاع التضخم لأعلى مستوياته منذ أكثر من خمس سنوات، صوت بنك انجلترا بإجماع الأصوات 9-0 للحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير. وتؤكد المؤشرات المتشائمة أن البنك لا يزال عرضة لعدم اليقين بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو موضوع يُضعف الثقة في الجنيه الاسترليني. وكنا حددنا سابقًا نطاق بين 1.33 و 1.3655 للجنيه الاسترليني مقابل الدولار، ويتداول حاليًا بالقرب من الحد الأدنى من هذه القناة. ونتوقع أن يُحافظ على مستوى الدعم السابق عند 1.33.

وأخيرًا، كان شهرًا لا يُنسى بالنسبة للدولار النيوزلندي الذي يُعززه التفاؤل في أعقاب تعيين رئيس جديد للبنك المركزي. وكان الدولار النيوزيلندي مرتفعًا بنسبة 2.75%مقابل الدولار الأمريكي في الشهر على بورصة دبي للذهب والسلع. ونتوقع ارتدادًا للدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي بحلول نهاية يناير، وسنُراقب مستوى المقاومة عند مستويات 0.71 بينما من المرجح أن يتحرك نحو 0.6780 بحلول نهاية يناير.

جوراف كاشياب، استراتيجي الأسواق في Equiti Global Markets.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط