رسم استطلاع حول النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة ومعدل البطالة والتضخم وتوقعات أسعار الفائدة، أن الفيدرالي الأمريكي سيقوم بتشديد سياسته النقدية بوتيرة أسرع بكثير مما كان متوقع قبل شهر لمكافحة التضخم المرتفع باستمرار.
ووفق الاستطلاع الذي نشرته رويترز، اليوم الخميس، فإن اقتصاديون ينظرون إلى التضخم على أنه أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، وتحاول الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم دفع اقتصاداتها إلى حالتها الطبيعية.
رئيس الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" قال مؤخرًا إنه يرى اقتصادًا "يعمل من خلال إشارات فيروس كورونا ومتحوره أوميكرون، كما أشار العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي مؤخرًا إلى أن زيادات أسعار الفائدة ستأتي قريبًا جدًا.
رفع سريع للفائدة:
أظهرت التوقعات أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يرفع سعر الفائدة الرئيسي ثلاث مرات هذا العام، بدءًا من مارس ، إلى 0.75-1.00٪ بنهاية عام 2022، مقارنة بالتوقعات بقيام الفيدرالي برفع أسعار الفائدة مرتين.
وتوقع 40 شخصا من 86، أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة أربع مرات على الأقل هذا العام، وما يقرب من ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع، 37 من 51 ، توقعوا أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في تقليص حجم ميزانيته العمومية التي تقارب 9 تريليون دولار بحلول نهاية الربع الثالث.
سياسة تسهيلية للغاية:
ويبدو الأمر كما لو أن الاحتياطي الفيدرالي قد أدرك أن السياسة قد تُركت تسهيلية للغاية لفترة طويلة جدًا، وأشار الاستطلاع أنه من المتوقع رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات أخرى في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023.
مع استمرار انخفاض أسعار الفائدة عند 0.0-0.25٪ ، ارتفع التضخم بالفعل بشكل كبير، وهي مشكلة شائعة تكافح معظم البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لاحتوائها.
وصل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE)، وهو مقياس التضخم الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي ، إلى 4.7٪ في نوفمبر ، وهو أعلى مستوى له منذ عام 1989. ومن المتوقع أن يبدأ في التراجع، لكنه يظل فوق هدف البنك المركزي البالغ 2.0٪ على الأقل خلال السنوات الثلاث المقبلة.
تضخم مرتفع:
قال ثلثا الذين شاركوا في الاستطلاع ، 25 من 38 ، إن التضخم المرتفع باستمرار يُشكل أكبر خطر على الاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الـ 12 المقبلة،وأن التضخم هو التهديد الرئيسي، فمن المرجح أن يأخذ الاحتياطي الفيدرالي الأمر بعيدًا ويرفع منحنى العائد إلى الانعكاس.
سعر الفائدة:
يبدو أن حالات متحور أوميكرون المتصاعدة في الولايات المتحدة، والتي أدت إلى بعض الاضطرابات، قد أثرت بالفعل على الاقتصاد خلال الأسابيع الماضية، لكن الاقتصاديين لا يتوقعون أن يستمر ذلك.
ومن المحتمل أن يكون الاقتصاد قد نما بمعدل سنوي معدل موسميًا قدره 5.9٪ في الربع الأخير، وتباطأ إلى 2.9٪ في الربع الحالي، وهو انخفاض من 6.0٪ و 4.0٪ كان متوقعًا قبل شهر واحد فقط.
قال أكثر من 80٪ من المشاركين إن متحور أوميكرون سيكون له تأثير أكثر اعتدالًا على الاقتصاد الأمريكي مقارنة بالمتحور السابق "دلتا"، وكان من المتوقع أن ينتعش الاقتصاد في الربع القادم ويتوسع بنسبة 3.8٪ ولكن بعد ذلك يبدأ في التباطؤ في الأرباع التالية.
