شهد الجنيه الاسترليني ارتفاعات قوية مع بداية التداولات اليوم الثلاثاء بعد البيانات الإيجابية التي أظهرت تعافي قطاع سوق العمل في الربع الأول من العام في الوقت الذي كانت تستمر فيه القيود والإغلاقات مع ارتفاع الإصابات بوتيرة قوية.
وأظهرت الإحصائيات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني انخفاض معدلات البطالة من 4.9% إلى 4.8% والتي تعتبر أدنى مستوياته منذ سبتمبر الماضي. مع انخفاض عدد العاطلين عن العمل بواقع 121 ألف ولكن يرجح البعض أن انخفاض معدل البطالة للشهر الثال على التوالي يعود إلى زيادة أعداد الأشخاص الذين لا يبحثون عن عمل، حيث سجل معدل عدم النشاط بين الرجال مستوى قياسيًا، مرددًا نمطًا شوهد خلال أول إغلاق لبريطانيا العام الماضي.
على الجانب الأخر، انخفضت إعانات البكالة بواقع 15.1 ألف لتأتي أفضل من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع الإعانات بواقع 25.6 ألف، فيما تمت مراجعة القراءة السابقة على نحوٍ إيجابي لتتراجع الإعانات بنحو 19.4 ألف، حيث ارتفعت معدلات التوظيف خلال إبري بعدما أظهرت الإحصائيات أن أرباب العمل يستعدون لتخفيف القيود.
فمن أكثر العوامل التي دعمت تعافي قطاع سوق العمل مضي حكومة بوريس جونسون قدمًأ في ملف التطعيمات بوتيرة سريعة منذ بداية عام 2021، الأمر الذي جعل المستثمرون على أهبة الاستعداد للعودة إلى الحياة الطبيعية في أجل قريب.
وقفز عدد العاملين في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 بمقدار 84 ألفًا ، وهي أول زيادة منذ تفشي الوباء في بريطانيا وزيادة أكبر من التوقعات عند 50 ألفًا. وفي إبريل فقط، ارتفع عدد العاملين بواقع 97 ألف عن مارس.
وخلال الاجتماع الماضي، خفض بنك إنجلترا هذا الشهر توقعاته للبطالة لتظهر ذروة بنسبة 5.4٪ في الربع الثالث بعد أن مدد وزير المالية ريشي سوناك برنامجه لحماية الوظائف - الذي كلف أكثر من 60 مليار جنيه إسترليني (85 مليار دولار) حتى الآن - حتى نهاية سبتمبر.
وعن معدلات الأجور، نجد أنها قد عانت قليلاً خلال الربع الأول من العام لترتفع بنسبة 4% مقابل القراءة السابقة والتوقعات عند 4.5% مع تأثر الوظائف بدوم جزئي كثيرًا خلال فترة الوباء.
ونجح الجنيه الاسترليني في التحليق عاليًا أمام أغلب العملات الرئيسية لا سيما أمام الدولار الأمريكي بدعم من إيجابية بيانات قطاع سوق العمل ليعود مجددًأ إلى مستويات 1.42 والتي لم يصل لها منذ فبراير الماضي. وفي حالة أن نجح الزوج في الاستقرار أعلى تلك المستويات، من المرجح أن يواصل ارتفاعه في محاولة للوصول إلى مستويات 1.4350.
يأتي هذا في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق مساء اليوم حديث محافظ بنك انجلترا بايلي خلال شهادته إلى جانب نائب الحاكم ديفيد رامسدن ونائب الحاكم بن برودبنت بشأن التسهيل الكمي أمام لجنة الشؤون الاقتصادية في اللوردات.
وغدًا، من المرجح أن تكون لمعدلات التضخم تأثيرًا قويًا على تحركات العملة البريطانية، ففي حالة ان نجحت في إظهار المزيد من التعافي، فقد يكون هذا داعم قوي لتحركات الزوج نحو مستويات 1.43 خاصة مع رؤية البعض أن بنك انجلترا سيبدأ في التلميح لتشديد السياسة النقدية الفترة المقبلة.
