مازال فيروس كورونا يطغى على تداولات الأسواق، ويوم أمس تمت ملاحظة بعض التراجعات في أعداد الاصابات الجديدة، حيث وصل عدد الاصابات الجديدة 394 إصابة جديدة يومية وهي اقل عدد من الإصابات اليومية التي سجلناها في 23 من يناير، مما ساهم في تحسين شهية المخاطرة في الأسواق، وارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني.
لكن في نفس الوقت، تم تسجيل 31 حالة إصابة بفيروس كرونا (كوفيد 19) في كوريا الجنوبية وتسجيل حالتي وفاة في اليابان ، وهنالك حالة من عدم الوضوح في تأثيرات الفيروس على الاقتصاد العالمي، وبذلك لاحظنا بقاء توجّه المستثمرين الى الأصول الامنة. لهذا السبب، حصلت ارتفاعات قوية للذهب وقد سجل أعلى مستوى في سبع سنوات واستقرت الأسعار اليوم وتوقّفت عن الارتفاع قليلاً بسبب تخفيض الصين معدل فائدتها الأساسي، كما ساهمت قوة الدولار على دفع الذهب للانخفاض قليلاً، قبل أن يعود للارتفاع بشكل ملموس في ظل تفضيل المتداولين لإبقاء أصول الملاذ الآمن في المحافظ الاستثمارية.
في أغلب الأحيان، عندما يرتفع الذهب يرتفع الين لأن كلاهما يعتبران من الاصول الأمنة. لكن، لماذا أصبحنا نشاهد هذا التباين بين توجهات الذهب والين الياباني؟ حيث ارتفعت أسعار الذهب بشكل عام، وانخفض سعر صرف الين الياباني مسبباً ارتفاع الدولار مقابل الين. هل فيروس كورونا السبب في هذ التباين؟
قرب اليابان من الصين التي تعتبر الشريك التجاري الأوّل لليابان هو السبب في ذلك فأي تباطؤ في الاقتصاد الصيني سيؤثر بشكل كبير على الشركات اليابانية، وخاصة على شركات صناعة السيارات والصناعات عموماُ، وتداعيات الوباء لها تأثير سلبي على الانتاج وقطاع السياحة. والمقلق أكثر هو انكماش الاقتصاد الياباني بأسرع وتيرة له منذ 6 سنوات، مما قد يبقي على سياسات بنك اليابان التسهيلية لدعم الاقتصاد. لهذا نرى الضغط على الين الياباني مقابل العديد من العملات، والتي منها الدولار الأمريكي.
في نفس الوقت، يستفيد المعدن الأصفر من طلبات الملاذ الآمن، حيث أن المتداولين رغم توجّههم بشكل عام للبحث عن الأصول مرتفعة العائد مع كل انخفاض في القلق تجاه تفشّي فيروس كرونا، إلا أنهم يفضّلون الإبقاء على الأصول الآمنة لخفض مخاطر المحافظ الاستثمارية مع ضبابية وعدم يقين مدى تأثير فيروس كرونا على الاقتصاد الصيني، ومدى انعكاساته على الاقتصاد العالمي.
هل سيستمر هذا السيناريو في توجهات الذهب والين ؟
من الناحية الفنية الاتجاه الصاعد للذهب ربما سيستمر، وقد نرى مستويات فوق 1619 . واختراق هذا المستوى قد يسبب مزيداً من الصعود. لكن، في حال انخفضت الأسعار لأي سبب من الأسباب ما دون 1594، فربما عندها توقّف الاتجاه الصاعد وبداية موجة هابطة جديدة.
بالنسبة للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، فقد اغلق أمس فوق مستويات 110 ين للدولار الواحد، ويتداول الآن عند مستويات داعمة فنيّاً للارتفاع، أي ربما يستمر الين بالانخفاض على حساب ارتفاع الزوج، لنرى محاولة لوصول المقاومة 112.10 على الأقل، ما لم نشهد كسراً لسعر 110.70، إذ أن كسره قد يقلل فرص حصول ارتفاع على الزوج.
