استقرت أسعار النفط في أعقاب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي أظهر انخفاضًا فاق التوقعات بالمخزون مقداره 5.2 مليون برميل، إذ أن التقرير أثبت انخفاض الطلب على الوقود حتى في موسم العطلات والقيادة في أميركا.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء إن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام تراجعت، في حين ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وتراجعت مخزونات الخام بنحو 5.2 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في الرابع من يونيو إلى 474 مليون برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع أجرته رويترز انخفاضها بنحو مليوني برميل.
وزاد استهلاك الخام بمصافي التكرير بنحو 328 ألف برميل يوميًا الأسبوع الماضي، لترتفع معدلات تشغيل المصافي 2.6 نقطة مئوية. وارتفعت مخزونات البنزين سبعة ملايين برميل إلى 241 مليون برميل، بينما كانت توقعات المحللين في استطلاع رويترز أن تزيد 698 ألف برميل.
كانت الآمال متجهة إلى زيادة الطلب مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية في موسم القيادة الصيفي ومع تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا، بجانب حملات التطعيم التي تتم على نطاق واسع وشامل، لكن مع هذه البيانات التي تدل على ضعف الطلب على الوقود، شكّل ذلك بعض الضغوط البيعية على أسعار النفط اليوم قبل أن يتعافى مجددًا.
ومن ناحية أخرى، تراجع الطلب على النفط في الهند والتي تعتبر ثالث أكبر مستهلك للنفط عالميًا، من بداية شهر مايو ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أغسطس من العام الماضي. بالتزامن مع موجة ثانية من فيروس كورونا، والتي تعوق التنقل وأدت إلى تقلص النشاط الاقتصادي داخل الهند وحدت من الطلب على النفط الخام.
وكانت الهند قد أعلنت يوم الخميس تسجيل أعلى زيادة في عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في يوم واحد في العالم حيث رصدت 6,148 وفاة جديدة على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وبالإضافة إلى كل العوامل التي أثرت على أسعار النفط عالميًا، جاءت المخاوف من زيادة الإمدادات النفطية الإيرانية بشكل قوي بأسواق النفط تزامنًا مع تجدد الحديث حول رفع العقوبات الأمريكية عنها، كما أن ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام يُعزز المخاوف من تخمة المعروض النفطي بالأسواق.
وضغطت تصريحات مسؤول كبير بوزارة النفط الإيرانية، اليوم الأربعاء، على الأسعار بقوله بأن إيران تخطط لزيادة سريعة في إنتاجها من النفط الخام، مع استمرار المحادثات بين طهران وست دول كبرى حول رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها والتي دفعت إيران إلى ضخ أقل بكثير من طاقتها منذ عام 2018، وأن معظم إنتاج البلاد قد يعود في غضون أشهر في حالة رفع العقوبات المفروضة على النفط الإيراني قريبا.
ويتداول الخام الأمريكي حاليًا أدنى بقليل من مستويات الـ 70 دولار للبرميل، حيث كان المستوى 69 دعمًا قويًا حافظ على ميل الأسعار للصعود من جديد بعد تراجعها يوم نتيجة لبعض البيانات، وسيكون المستوى 70.50 دولار هامًا على المدى القصير في تحديد اتجاه الأسعار، حيث مع اختراق ذلك المستوى والثبات أعلاه قد يدفع أسعار الخام صوب مستوى المقاومة التالي حول 71 دولار للبرميل. ولكن سيكون التداول أدنى مستويات الـ 69 دولار دافعًا لعودة الأسعار للعودة وإعادة اختبار مستويات الـ 68.35 دولار للبرميل
