حالة من عدم اليقين تهيمن على أسواق النفط

8 يوليو 2021 03:56 م

تراجعت أسعار النفط اليوم على خلفية خفض إدارة معلومات الطاقة توقعات الطلب العالمي على النفط، متجاهلة إيجابية البيانات الأولية لمخزونات النفط الأمريكية التي صدرت أمس الأربعاء عن معهد البترول الأمريكي. فيما ينتظر سوق النفط المزيد من الإشارات حول تقدم أوبك+ في محادثات سياسة الإنتاج.

كشفت البيانات الصادرة عن معهد البترول الأمريكي مساء أمس الأربعاء عن تراجع مخزونات النفط خلال الأسبوع الأخير للأسبوع السابع على التوالي، بما يعكس تحسن الطلب على النفط داخل الولايات المتحدة.

ووفقا لبيانات معهد البترول الأمريكي، تراجعت مخزونات النفط خلال الأسبوع الأخير بنحو 7.9 مليون برميل، وذلك بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى انخفاض المؤشر بحوالي 3.9 مليون برميل فقط خلال تلك الفترة.

وكان مؤشر مخزونات النفط قد سجل تحسنًا قويًا خلال السبعة أسابيع الأخيرة، حيث سجل المؤشر قراءات أفضل من المتوقع خلال خمسة أسابيع من أصل 7 أسابيع.

ومن ناحية أخرى، قامت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بخفض توقعات الطلب العالمي على النفط الخام هذا العام. وأفادت في أخر تقرير صدر عنها أنه من المتوقع انخفاض الطلب العالمي على النفط الخام خلال العام الجاري بنحو 80 ألف برميل يوميًا. كما من المتوقع نمو الطلب العالمي على النفط الخام بنحو 5.33 مليون برميل يوميًا هذا العام.

أما فيما يخص عام 2022، فقد قامت إدارة الطاقة الأمريكية بزيادة توقعات الطلب العالمي على النفط الخام بالعام المقبل بنحو 80 ألف برميل يوميا لتصل إلى 3.72 مليون برميل يوميًا.

ويمكن إرجاع السبب الرئيسي في انخفاض أسعار النفط الحالية إلى عاملين؛ الأول يتعلق بمخاوف الأسواق من تداعيات فيروس كورونا وتأثيرها على الطلب العالمي على النفط الخام. والثاني يتعلق باتجاه المستثمرين للقيام بعمليات جني الأرباح بعد موجة الصعود القوية التي شهدتها أسعار النفط خلال الفترة الماضية.

ولكن أكثر مايقلق الأسواق الآن تأجيل اجتماع أوبك بلس الذي تم تأجيله مرتين وكانت دول "أوبك بلس" قد أجرت محادثات، الخميس والجمعة الماضيين، حول زيادة الإنتاج دون التوصل إلى اتفاق، لتقرر الدول عقد جولة جديدة من المحادثات الاثنين إلا أنها أُلغيت.

والأحد، وصفت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية "أوبك بلس" بأنها "غير عادلة" من ناحية نقطة الأساس المرجعية لحجم إنتاج النفط، مؤكدة أنها تؤيد "أي زيادة غير مشروطة" في إنتاج أغسطس، في ظل حاجة السوق العالمية لزيادة الإنتاج، لكن دون ربط زيادة الإنتاج بتمديد مدة الاتفاقية.

في الوقت نفسه، دعا وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، إلى تقديم القليل من "العقلانية والتنازلات" من أجل التوصل لاتفاق بشأن زيادة الإنتاج النفط في تحالف "أوبك بلس" ولم يتم تحديد موعد محدد للاجتماع في وقت لاحق، فيما وصلت أسعار الخام عقب التأجيل إلى قرب 77 دولاراً بعد تداولات متقلبة

لا أعتقد بأن انهياراً تاماً في اتفاق أوبك+ سيحصل، فرغم انقسام الآراء بين المملكة العربية السعودية وروسيا من جهة، والإمارات العربية المتحدّة من جهة أخرى، إلا أن كل الأطراف تعلم بأن استمرار الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة أمر مهم جداً، ولكل من السعودية والإمارات دور جوهري في حفظ الاستقرار العالمي لأسواق الطاقة.

يكمن اختلاف الرأي، وهذا ما أفضّل أن أدعوه بدل اختلاف التوجّهات، في مطالبة السعودية وروسيا تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى ديسمبر عام 2022، وهذا يعني رفع تدريجي بطيء جداً في الإنتاج، قد لا يتعدّى 400 ألف برميل شهرياً، مع العلم بأن التخفيضات الحالية تصل لقرابة 5.8 مليون برميل. وكان من المفترض أن تستمر التخفيضات حتى شهر أبريل عام 2022.

فخلاف الآراء تحديداً هو على رفع تدريجي بالإنتاج بحوالي 350 ألف إلى 450 ألف برميل شهرياً، أو رفع تدريجي بالإنتاج يزيد عن 500 ألف برميل شهرياً وقد يصل إلى 650 ألف.

من ناحية أخرى، يبدو بأن المطالبات بين أعضاء مجموعة أوبك والحلفاء ترتكز على حصص الأساس التي تم قياس خفض الإنتاج عليها فالإمارات تريد أن تزيد انتاجها من 3.2 مليون برميل يوميا إلى 3.9 مليون برميل يوميا.

فالمخاوف تكمن بأن تزيد كل دولة على حدا إنتاجها النفطي مما سبب الضغط على أسعار النفط خلال اليومين السابقين.

فإن كسر مستويات 70 دولار للبرميل سيفتح مجال أمام المزيد من التراجع نحو مستويات 68.80 دولار للبرميل

أما لو بدأ السعر في الارتفاع من مستويات 70 دولار للبرميل، فمن المرجح أن يعود الدعم الشرائي للسيطرة على التداولات من جديد ودفع السعر للارتفاع نحو مستويات 74.60 دولار للبرميل

 

 

 

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط