على خلاف الأسبوع الماضي جاءت بداية هذا الأسبوع مليئة بالأحداث الهامة التي كان لها تأثيرعلى تحركات الأسواق، وكانت البداية في منطقة الشرق الأوسط عندما قامت كل من السعودية، مصر، الإمارات، والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر متهمين إياها بدعم منظمات إرهابية، أتبعها تضامن نحو 12 دولة مع هذا القرار، وحاول الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت تهدئة الأوضاع ولكن باءت محاولاته بالفشل، وسط دعوات من الجانب الأمريكي لإنهاء الحصار على قطر.
وجاء تأثير هذه الأحداث واضحًا على الأسواق، حيث تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة القطرية بأكثر من 7% خلال تعاملات هذا الأسبوع ليتكبد خسائر قدرت بحوالي 35 مليار ريال، ومن ثم جاء الدورعلى أسعار النفط التي استمرت في تراجعها وصولا لأدنى مستوياتها على مدار شهر تقريبًا عند مستويات الـ 45.19 دولار للبرميل. فيما تراجع خام برنت ليجري تداوله مع اقتراب نهاية تداولات الأسبوع عند 48.10 دولار للبرميل.
وتجاهل الدولار الاسترالي البيانات التي أشارت إلى تباطؤ الاقتصاد الاسترالي خلال الربع الأول من العام الجاري واستمر في ارتفاعه منذ بداية الأسبوع ليصل لأعلى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي منذ 25 أبريل الماضي عند 0.7566. وقبل صدور تلك البيانات كانت رؤية البنك الاحتياطي الاسترالي هي الإبقاء على سياسته التسهيلية كما هي دون تغيير مع ترك معدلات الفائدة عند مستوياتها المنخفضة مع احتمالية بقائها لفترة من الوقت في ظل ملائمة السياسة الحالية للأوضاع الراهنة.
أما اليورو بعد أن بدأ تداولات هذا الأسبوع بصورة مستقرة تراجع بنحو ملحوظ قبل يوم من اجتماع المركزي الأوروبي في أعقاب بعض الأنباء التي خرجت حول قيام البنك بخفض توقعات التضخم، ليؤكد بعدها البنك المركز على ذلك ويقوم بخفض توقعات التضخم حتى عام 2019 بالإضافة للإبقاء على سياسته الحالية مع ترك الباب مفتوحًا أمام مزيد من التحفيز إذا اقتضت الضرورة. ومع اقتراب تداولات الأسبوع من النهاية يجري تداول زوج اليورو دولار بالقرب من مستويات الـ 1.12 أدنى مستوياته في أسبوع.
أيضًا، اتجهت الأسواق لمتابعة شهادة جايمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق أمام مجلس الشيوخ والذي اتهم من خلاله إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بتشويه صورته عن طريق إدعاء الأكاذيب حوله، وجاءت تلك الشهادة في ضوء طلب دونالد ترامب من كومي تعليق التحقيقات مع مستشار الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض بشأن تدخل روسيا بالتأثير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. هذا، وشهد مؤشر الدولار ارتفاعًا مع نهاية تداولات الأسبوع ليجري تداوله في وقت كتابة هذه السطور عند مستويات 97.22 بالقرب من أعلى مستوياته منذ بداية شهر يونيو.
بعد المطالبات لها بتقديم استقالتها بعد فشل حزبها الحصول على الأغلبية داخل البرلمان، صرحت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء أنها لن تتقدم باستقالتها بل وطالت موافقة الملكة لتشكيل حكومة جديدة وأضافت أن حزبها سيتحالف مع الحزب الديمقراطي الاتحادي (DUP). وحصل حزب المحافظين على 318 مقعد فقط ليبتعد عن الأغلبية التي تتطلب الحصول على 326 مقعد، وسيؤمن التحالف مع الحزب الديمقراطي الاتحادي الذي حصل على 10 مقاعد هذا الأغلبية لتشكيل الحكومة.
وفي أعقاب فقدان تيريزا ماي للاغلبية هوى الجنيه الاسترليني بقوة أمام أغلب منافسيه، ليهبط زوج الاسترليني دولار قرابة الـ 300 نقطة ليختبر مستوى دعم قوي عند المستوى 1.27.
