ارتفعت أسعار النفط اليوم بشكل طفيف بعد أربعة أيام من الانخفاض، حيث أظهرت البيانات الصادرة مساء أمس الثلاثاء من معهد البترول الأمريكي تسجيل مخزونات النفط الأمريكية لانخفاض جديد للأسبوع الرابع على التوالي، ولكن ما زالت وتيرة التراجع أسوأ من المتوقع للأسبوع الثالث على التوالي، بما يعكس استمرار ضعف وتيرة الطلب على النفط الخام مقارنة بتوقعات الأسواق.
ووفقا للبيانات الصادرة عن معهد البترول، فقد سجلت مخزونات النفط الأمريكية انخفاضا بنحو 1.16 مليون برميل فقط خلال الأسبوع الأخير، دون توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيل المؤشر تراجعًا بحوالي 1.25 مليون برميل خلال تلك الفترة. هذا، وشهدت القراءة الأخيرة للمؤشر خلال الأسبوع الأسبق تراجعًا بحوالي 0.81 مليون برميل.
بينما ما زال القلق ينتاب المستثمرين بشأن احتمالات تعزز قوة الطلب على الوقود إذ يظل استخدام السكك الحديدية والطائرات وبقية أشكال النقل مقيدًا في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم.
ومن ناحية أخرى أشارت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن نمو الطلب على النفط توقف تقريباً في يوليو 2021، وبصدد الارتفاع بوتيرة أبطأ بقية 2021 بسبب زيادة الإصابات بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا (دلتا). وأضافت: "جرى خفض النمو في النصف الثاني من 2021 بوتيرة كبيرة، متوقعة أن تسهم القيود المفروضة في عدة دول من كبار المستهلكين للنفط في آسيا لمكافحة فيروس كورونا في تقليص التنقلات واستخدام النفط".
حددت الوكالة انخفاض الطلب الشهر الماضي عند 120 ألف برميل يوميًا، وتوقعت أن النمو في النصف الثاني من العام سيكون أقل بواقع نصف مليون برميل يومياً مقارنة مع تقديرها الصادر الشهر الماضي.
ويُسعر الخام عادة بالدولار لذا فارتفاع العملة الأمريكية يزيد تكلفته مما يضر بالطلب. لأن ارتفاع الدولار يلحق الضرر بالسلع الأولية بوجه عام، ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى 8.1 مليون برميل يوميا في سبتمبر ، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020، وفقًا للتقرير الشهري الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
على المدى القصير حالة من التقلب ربما سوف تشهدها أسعار النفظ، واحتمالية امتداد الاتجاه الهابط واردة بالفعل، خصوصاً مع قرار منظّمة أوبك برفع تدريجي للإنتاج مقداره 400 ألف برميل يومياً كل شهر، ورغم أن هذا الرفع في الإنتاج كان يعتبر قليلاً وغير كافي لتغطية نمو الطلب العالمي، لكن الآن مع انخفاض الطلب من دول آسيوية واحتمال بقاء الطلب ضعيفاً بفعل متحوّرات كورونا، أصبحت هذه الإضافة مرتفعة نسبياً مما قد يبقي على الضغط على الأسعار.
هذا الأسبوع، قد نرى انخفاض أسعار النفط مجدداً نحو 65 دولار للبرميل الواحد من النفط الأمريكي الخفيف، وهبوط أسعار عقود برنت نحو 67 دولار مجدداً. لكن فنيّاً نتكلّم، كسر مستوى 65 دولار بالنسبة للنفط الأمريكي الخفيف قد يستحث مزيداً من الموجات الهابطة على الأسعار.
