ما تريد معرفته عن أزمة النمور الآسيوية

21 فبراير 2019 04:25 م

شهدت الاسواق المالية لدول جنوب شرق اسيا (النمور الاسيوية) انهيارًا كبيرًا في نهاية أكتوبر لعام 1997، والذي أطلق عليه يوم الاثنين المجنون حيث ابتدات الازمة من تايلند، ثم انتشرت بسرعة إلى بقية دول المنطقة حينما سجلت اسعار الاسهم فيها معدلات منخفضة. ولقد تسبب اندلاع تلك الازمة المالية في قدر كبير من البلبلة حول حقيقة ما جرى ودلالته وابعاده، حيث ازدادت المخاوف المتلعقة بانهاية الاقتصاد العالمي على إثر هذه الأزمة.

كانت أكثر الدول تأثرًا بالأزمة المالية الآسيوية هي إندونيسيا وكوريا الجنوبية وتايلند، تليها بدرجةٍ أقل ماليزيا والفلبين ولاوس وهونج كونج، وكذلك الصين وتايوان وسنغفورة وبروناي وفيتنام، وقد عانت جميعها من انخفاض الطلب والثقة في السوق على مستوى المنطقة بأسرها.

ويرجع السبب الرئيسي هو المضاربين الدوليين المحميين من قبل صندوق النقد الدولي حيث كانت أموالهم كسلعة يسعرونها كما يشاؤون. وعندما وجدت الدول الآسيوية أن هذه المضاربات تؤثر على قيمة عملاتها بدأت برفع أسعار الفائدة بهدف وقف التمويل من العملات الوطنية إلى الأجنبية، وهذا أدى إلى تحول المستثمرين عن الاستثمار في الأسواق المالية إلى إيداعها في البنوك، وهذا يعني زيادة بيع الأوراق المالية لوضع ثمنها في البنوك مما أدى إلى انخفاض بالأسعار في الأسواق المالية بشكل كبير.

فدول المنطقة الأسيوية كانت تحاول جاهدة لتطبيق سياسة الاقتصاد الرأسمالي الحر الذي يعتمد على تخفيف القيود والقوانين على رؤوس الأموال وتشجيع الاستثمار الخارجي والحفاظ على معدلات الفائدة الداخلية العالية من اجل استيعاب استثمار المحافظ ورأسمال البنوك، وخفض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار من أجل طمأنة المستثمرين الأجانب من مخاطر العملة. ولكن توافق هذا الانفتاح الرأسمالي مع المشكلات المتواجدة بالفعل في كل دولة في المنطقة الأسيوية على حدة، مثل الفساد في تايلاند، والمحسوبية في اندونيسيا، وضعف القطاع المالي في كوريا الجنوبية مما أصبح بداية النهاية لهذا التوسع الاقتصادي.

وارتفعت نسبة الديون الأجنبية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي من 100% إلى 167% في اقتصادات اتحاد دول جنوب شرق آسيا بين عامي 1993 و1996، لتجتاز 180% خلال أسوأ مراحل الأزمة. ارتفعت النسبة في كوريا الجنوبية من 13% إلى 21%، ووصلت فيما بعد حتى 40%، فيما أن الدول الصناعية الجديدة الشمالية الأخرى كانت نسبتها أفضل بكثير.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط