النفط يتخلى عن مكاسبه بفعل عمليات جني أرباح

21 يناير 2022 01:47 م

تراجعت أسعار النفط اليوم بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى في سبع سنوات هذا الأسبوع، إذ دفعت زيادة في مخزونات الخام والوقود الأمريكية المستثمرين لجني أرباح من الصعود. وهبطت أسعار النفط بأكثر من 1%، حيث انخفض خام برنت إلى مستويات 87.31 والخام الأمريكي الخفيف وصل إلى 84.33 دولار للبرميل.

وبالنظر إلى المخزونات الامريكية، بعد سلسلة من الانخفاضات في المخزون التي دفعت المخزون الأمريكي نحو مستويات ما دون متوسط خمس سنوات بمقدار 8%. أوضحت البيانات الصادرة أمس الخميس عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن سلبية بيانات مخزونات النفط الخام الأمريكية هذا الأسبوع وجاءت أسوء من توقعات الأسواق، فقد سجل مؤشر مخزونات النفط الأمريكية ارتفاعا بنحو 0.5 مليون برميل نفط خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضية فقط، فيما أشارت توقعات الأسواق إلى انخفاض بحوالي 2.1 مليون برميل، وذلك بعدما كان قد سجل انخفاضا بنحو 4.6 مليون برميل نفط بالأسبوع الأسبق.

كما ارتفعت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة، والتي تعد المستهلك الأكبر للنفط في العالم، وصولا لحوالي 5.9 مليون برميل نفط ، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2021، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتعد هذه البيانات كلها سلبية لأنها زيادة في حجم مخزونات النفط الخام، مما يدل على نقص أماكن التخزين وبالتالي ضعف الطلب على النفط.

وسيكون لارتفاع أسعار النفط تأثير مباشر وآخر غير مباشر على التضخّم، التأثير المباشر على التضخّم يكون من خلال رفع تكاليف المشتقات النفطية وأدوات الطاقة على المستهلك، والتأثير غير المباشر عبارة عن الزيادة على تكاليف الإنتاج على الشركات والمصانع والمنشآت، والتي بدورها قد تقوم بنقل تكاليف ارتفاع الإنتاج إلى المستهلكين، لترتفع أسعار السلع الأخرى. فارتفاع أسعار النفط الكبير خلال فترات زمنية قصيرة يهدد بأن نشهد ارتفاعاً كبيراً في معدّلات التضخّم.

القلق الجيوسياسي إلى جانب تعطّل خطوط الأنابيب بين العراق وتركيا، أسباب أخرى زادت القلق على المعروض من النفط، في وقت من المتوقّع فيه أن يعود الطلب العالمي على النفط لمستويات أعلى من مستويات ما قبل الجائحة مع أواخر هذه السنة، أي أن نشهد طلباً يفوق 100 مليون برميل كمتوسط يومي.

وهنالك أيضاً قلق من أن دول تحالف أوبك والحلفاء، لا يستطيعون الوفاء بكامل زيادة الإنتاج التدريجية، وحتى يومنا هذا، ما زالت أوبك والحلفاء ينتجون كميّات أقل من الكميات المعتادة قبل الجائحة، حتى مع زيادة الإنتاج التدريجية والتي بلغت 400 ألف برميل كزيادة على الإنتاج اليومي، يتم العمل فيها بداية كل شهر.

كل ما سبق، يظهر بأن مخاوف المعروض اجتمعت مع مخاوف تجاه أن يرتفع الطلب بأكثر من ارتفاع العرض، وبالتالي، من الممكن أن تستمر أسعار النفط بالارتفاع، ولا يُستبعد أن نشهد أسعار نفط فوق الـ 90 دولار للبرميل الواحد، بل أن استمرار المخاوف الحالية، قد تدفع بأسعار النفط على المدى المتوسط والطويل لأكثر من 100 دولار للبرميل الواحد من النفط إلا إذا حصلت ظروف أساسية تغيّر من هذه النظرة الإيجابية لأسعار خامات النفط. لكن على المدى القصير قد يشهد النفط تراجعات وخاصة بعد ارتفاعها من بداية العام أكثر من 10%.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط