الفيدرالي يُمهد الطريق لتشديد سياسته النقدية والأسواق تتحرك بقوة

23 سبتمبر 2021 12:15 ص

شهدت الأسواق المالية تحركات قوية في أعقاب قرار الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة بالقرب من المستويات الصفرية، مع الإشارة لاحتمالية رفع أسعار الفائدة غي وقت أقرب مما كان متوقعًا، كما توقع الفيدرالي تقليص برنامج شراء السندات في اجتماعه القادم في نوفمبر على أن يبدأ في ديسمبر.

وخفّض الفيدرالي توقعاته للنمو في الولايات المتحدّة عام 2021 من 7% إلى 5.9%، فيما رفع توقعات عام 2022من 3.3% إلى 3.8%، وكذلك رفع توقعات عام 2023 من 2.4% إلى 2.5%.

كما قام الفيدرالي برفع توقعاته للتضخّم في الولايات المتحدّة عام 2021 من 3% إلى 3.7%، ورفع توقعات عام 2022 من 2.1% إلى 2.3%، ورفع توقعات 2023 من 2.1% إلى 2.2%.

وبحسب الفيدرالي استمر النشاط الاقتصادي وأوضاع سوق العمل في التحسن مع إضافة المزيد من الوظائف بشكلٍ عامٍ حتى ما بعد تباطئها خلال شهر أغسطس نتيجة انتشار متحور دلتا، وصرّح جيروم بأول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأنه مع استمرار التحسن الاقتصادي فإن تقليص مشترياته من السندات الحكومية سيجد ما يُبرره.

والأمر الذي دعم الدولار الأمريكي بعدما شهد ضعفًا في أعقاب القرار مباشرة هو ارتفاع عدد الأعضاء المؤيدين لرفع أسعار الفائدة في عام 2022 إلى 9 أعضاء بعدما كانوا 7 فقط في اجتماع يونيو الماضي، فيما يرى التسع أعضاء الآخرون بضرورة الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة حتى عام 2023.

وشهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعات لحظية عقب القرار إلا أنها ظلت تتداول في نفس نطاقات جلسة اليوم. ويتداول مؤشر داوجونز الصناعي حول مستويات الـ 34,285 بعد ارتفاعه لأعلى مستوياته على مدار يومين عند 34,444.

وأما في سوق العملات، سجل الدولار الأمريكي تراجعات طفيفة أمام أغلب منافسيه قبل أن يتمكن من استعادة ارتفاعاته أمام سلة من العملات الرئيسية، حيث ارتفع اليورو مقابل الدولار بدايًة مسجلًا أعلى مستوياته اليومية عند 1.1753 والتي تُعد منطقة مقاومة مهمة جدًا، قبل أن يعود ويتراجع مرة أخرى ليتداول حول مستويات الـ 1.1690 أدنى مستوياته منذ شهر. وكذلك، سجل الجنيه الإسترليني بعض المكاسب قبل أن يعود ليُسجل أدنى مستوياته مقابل الدولار عند المستوى 1.3608 أدنى مستوياته في شهر والذي يُمثل منطقة دعم قوية.

وبالنسبة للذهب، فقد ارتفع قليلًا لمستويات الـ 1,787 تقريبًا والتي تُعد خط العنق لنموذج رأس وكتفين على الإطار الزمني 4 ساعات، وكذلك مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8%، ومن المحتمل مع الاستقرار أدنى مستويات الـ 1,766 دولار للأونصة أن يستمر الضغط الهابط على المعدن الأصفر ليستهدف مستويات الـ 1,753 دولار ومن ثم مستويات الـ 1,745 وتليها نقطة تحقيق هدف النموذج عند مستويات الـ 1,730 دولار للأونصة والذي سيكون حاسمًا في تحديد اتجاهات الذهب خلال الفترة المقبلة. في حال فشل كسر مستويات الـ 1,745 دولار قد يشهد المعدن الثمين تداولات ضيقة ما بين مستويات الـ 1,745-1,790 دولار.

ومن ناحية أخرى، يُواجه الذهب والدولار الأمريكي بعض التحديات التي ستُحدد مساراتهما على المدى المتوسط، لعل أبرزها بقاء التضخم مرتفعًا وتأثير انتشار متحورات فيروس كورونا، بالإضافة للأزمة الجديدة الجارية في الوقت الراهن لعملاق التطوير العقاري Evergrande الصيني، والتي قد تُعيد إلى الأذهان أزمة ليمان براذرز Lehman Brothers.

وشهدت معدلات التضخم مؤخرًا بعض التباطؤ بالرغم من بقائها مرتفعة عند أعلى مستوياتها منذ سنوات فوق الـ 5%، وبما أن الفيدرالي رفع توقعاته للتضخم خلال عام 2021، فإن ذلك يُعيد شكوك الأسواق حول كون ارتفاع التضخم مؤقتًا، وهذا الأمر يدعم ارتفاع الذهب، فهل يتمكن من التعافي مجددًا أم أن خطة الفيدرالي ستُبقيه منخفضًا لفترة من الوقت.

وفي الوقت نفسه، تطغى انتشار متحورات فيروس كورونا على الأسواق المالية، فقد شهدت انخفاضات قوية نتيجة مخاوف المتداولين من تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي. أضف إلى ذلك، قلق الأسواق من تعثر الشركة الصينية Evergrande في سداد ديونها.

وستترقب الأسواق اجتماع شهر نوفمبر لمعرفة مقدار وتوقيتات تقليص مشتريات السندات الحكومية البالغة 120 مليار دولار شهريًا، والتي بدورها ستلعب دورًا هامًا في مسار الدولار الأمريكي بشكلٍ كبيرٍ، خصوصًا بعدما قال باول بأن تقليص التحفيزات لن يكون أساسيًا في تحديد رفع أسعار الفائدة.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط