زيادة أسعار الطاقة عالميًا وتأثيرها على أسواق الأسهم العالمية

26 أكتوبر 2021 03:30 م

يُواجه الاقتصاد العالمي في الفترة الحالية أزمة حقيقية بارتفاع تكاليف الطاقة، الأمر الذي يُهدد التعافي الاقتصادي العالمي، والغريب في الأمر أنه يُصاحب الارتفاع في أسعار النفط والغاز الطبيعي والفحم، ارتفاع في أسعار السلع الأساسية بجانب اضطرابات سلاسل التوريد.

فعادةً ما يكون ارتفاع أسعار الطاقة عبئًا على الاقتصاد، وهو الأمر الذي يؤثر على كل شيء من إنفاق المستهلكين إلى أسعار تذاكر الطيران إلى الإنتاج الصناعي وكذلك التوظيف، فالطاقة هي عنصر أساسي في حياتنا اليومية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما ينعكس على الاقتصاد.

وقفزت أسعار النفط عالميًا مؤخرًا بعد قرار أوبك+ بعدم تغيير السياسة الحالية بالزيادة التدريجية البالغة 400 ألف برميل يوميًا، على الرغم من مطالبة العديد من الدول زيادة الإنتاج للحد من الارتفاعات الحادة في أسعار النفط والتي وصلت لأكثر من 69% في عام 2021، وهو الأمر الذي تضررت منه العديد من الصناعات.  أيضًا، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بأكثر من 115%.

وبالنظر مثلًا على مؤشرات التضخم حول العالم سنجدها تُسجل أرقامًا قياسية مرتفعة، ففي الولايات المتحدة يستقر مؤشر أسعار المستهلكين عند أعلى مستوياته في 13 عامًا عند 5.4%، وسنجد أن ارتفاع تكاليف الطاقة قد ارتفعت بنحو 25% مقارنة بالعام السابق.

إذًا، ماذا تعني تلك الأرقام؟ تؤثر تكاليف الطاقة المرتفعة على الانتعاش الاقتصادي، وكل الأموال التي يتم إنفاقها على فواتير الطاقة هي أموال لا يتم إنفاقها على الاستهلاك، وهو ما قد يُقوض الانتعاش الاقتصادي ما بعد فترة جائحة كورونا، والانتعاش الاقتصادي هو مرحلة تعقب الركود تتميز بنمو الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع الدخول، وانخفاض البطالة.

وغالبًا ما تؤدي الزيادة في أسعار الطاقة إلى خفض توقعات النمو الاقتصادي ورفع توقعات التضخم على المدى القصير، ومن ثمّ سيؤدي خفض توقعات النمو الاقتصادي إلى انخفاض توقعات أرباح الشركات، مما يؤدي إلى التأثير سلبيًا على أسعار الأسهم. أضف إلى ذلكـ، زيادة أسعار المدخلات المرتبطة بأسعار الطاقة تؤدي إلى تقليص هوامش الربحية.

وللتضخم المرتفع تأثير مباشر على البورصات وأسعار السوق اليومية للأسهم، بمعنى أن ارتفاع التضخم يجعلنا نبحث عن عائد أعلى خاصًة عندما نستثمر في الأسهم التي تنخفض قيمتها الحقيقية، ومعنى أن التضخم مرتفع فإن البنك المركزي قد يتدخل ويقوم بالحد من المعروض النقدي ومن ثمّ رفع أسعار الفائدة وهو الأمر الذي ينعكس على انخفاض التدفقات النقدية للشركات وانخفاض قيمتها السوقية.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط