تراجعت أسعار الذهب اليوم على خلفية ارتفاعات الدولار الأمريكي مستفيدًأ من تراجع الإقبال على المخاظرة في الوقت الذي يعتبر التضخّم تحدياً يواجه العالم خلال فترة التعافي الحالي من جائحة كورونا
ولا يخفى على أحد بأن التعافي الاقتصادي العالم آخذ في التباطؤ، إلا أن التضخّم أصبح الشغل الشاغل للأسواق المالية، في ظل ارتفاع كبير في معدّلات التضخّم في دول عظمى.
وهبطت الأسهم الآسيوية اليوم لتقترب من أدنى مستوياتها في عام، إذ أن ارتفاع أسعار النفط يقلق المتداولين أكثر تجاه التضخّم.
وقد تبع الانخفاض القوي في الأسهم الآسيوية انخفاضاً في مؤشرات الأسهم الأمريكية حصل أمس، حيث أن ارتفاع أسعار النفط للأعلى منذ عام 2018 قد يكون سبباً لتعثّر في وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي.
ويجدر الإشارة، أن ارتفاع أسعار النفط يؤثّر على الإنفاق الاستهلاكي، ومع حفاظ أوبك+ على اتفاق الرفع التدريجي للإنتاج بواقع 400 ألف برميل كمتوسط يومي اعتباراً من الشهر المقبل، ارتأى المتداولون في أسواق الطاقة بأن تعثّر سلاسل التوريد يعتبر سبباً لنقص الإمدادات، مما كان يتطلّب من أوبك زيادة الإنتاج اعتباراً من هذا الشهر أيضاً بأكثر من 400 ألف، لذلك اعتبر قرار أوبك الذي تم اتخاذه أمس داعماً لارتفاع النفط.
وما يؤثّر بشكل كبير على أسواق الأسهم هو الارتفاع الكبير الذي حدث في أسهم شركات التكنولوجيا، فقد شهدنا ارتفاعاً في أسهم تلك الشركات بشكل يفوق ما شهدناه على الأسهم المرتبطة في النمو، بالتالي، في حال بقي التضخّم مرتفعاً، فقد يكون ذلك مهدداً لأسهم التكنولوجيا، ومن المعروف بأن الشركات ذات التأثير الأكبر في مؤشرات الأسهم الأمريكية هي من شركات التكنولوجيا، أمازون ومايكروسوفت وألفابيت وأيضاً آبل، وكذلك تؤثر شركات التكنولوجيا في المؤشرات الآسيوية بقوّة
ومن المرجح أن يشهد المعدن تعاملات متقلبة في الفترة التي تسبق صدور أرقام الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، والتي قد يكون لها تأثير على خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي لخفض التحفيز.
ومن غير المستبعد أن يبقى الدولار في اتجاه صاعد. لكن عندما ننظر إلى حركة الدولار منذ عام 2015، سنلاحظ بأن الدولار مستقر ضمن نطاق بين 90 نقطة و100 نقطة أغلب الوقت، وهذا يدل على أن الدولار في اتجاه جانبي على المدى الطويل.
أما على المدى المتوسط، فحالياً يتوجّه الدولار للارتفاع، فقد يشهد بالفعل مزيداً من الصعود خلال الشهر الجاري أو حتى الربع الجاري من هذه السنة، وهذا كما أشرنا سببه الفرق في توقعات العديد من البنوك المركزية.
فأسعار الذهب ستشهد حالة من التذبذب قبيل بيانات الوظائف الأامريكية الغير زراعية، لأن تراجع الاسهم يدفع المستثمرين إلى شراء الدولار ممايضغظ على أسعار الذهب وربما سنرى نظاقات بين 1750 و 1785 دولار للاونصة هذا الاسبوع
يأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيه الإحصائيات مؤخرًا إلى ارتفاع واردات الهند من الذهب بنسبة 658٪ في سبتمبر من القاعدة الأدنى لعام 2020، في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع تصحيح في الأسعار المحلية شجع تجار المجوهرات على زيادة مشترياتهم قبل موسم الأعياد القادم
