صعدت أسعار النفظ يوم الخميس قبيل اجتماع أوبك وحلفاؤها بينما يتوقع المستثمرون أن يبقي كبار المنتجين على سياسة الإنتاج، متخليين بذلك عن مخاوف سابقة بشأن استئناف المحادثات النووية الإيرانية
لنأخذ أولاً بعين الاعتبار الانخفاض الذي حصل بأسعار النفط خلال تداولات أمس، وشهد السعر انخفاضاً بأكثر من 3% بالنسبة لعقود النفط الأمريكي الخفيف، وهبطت ما دون الـ80 دولار. كما أن عقود خام برنت انخفضت. هذا الأمر ارتبط بالإعلان عن استمرار المفاوضات بين إيران والدول الكبرى في العالم حول ملف إيران النووي، وستعاد النقاشات على طاولة المفاوضات في الـ29 من الشهر الجاري نوفمبر.
بالتالي، يجب أن يأخذ أعضاء منظّمة أوبك والحلفاء بعين الاعتبار احتمالية عودة النفط الإيراني للأسواق في حال تم التوصّل لاتفاق، كما أن الانخفاض الذي حصل في النفط على مدى هذا الشهر، قد يكون عاملاً مسانداً لأن تحتفظ أوبك بخطط رفع الإنتاج تدريجياً وبواقع 400 ألف برميل كل شهر.
من هنا، أعتقد بأن أوبك على الأرجح ستبقي على اتفاقها السابق برفع الإنتاج تدريجياً، وذلك لأن الطلب العالمي على النفط يبدو بأنه يتعافى بوتيرة تناسب الرفع التدريجي بالإنتاج، فقد نشهد تباطؤ التعافي في الطلب العالمي، لكن مع استمراره خلال الشهر الجاري والمقبل، وهذا ما قد يجعل أوبك والحلفاء يرون أن الاحتفاظ بالاتفاق السابق، أمر مهم.
وبالنظر إلى تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الذي صدر أمس، سنلاحظ بأن المخزون ارتفع 3.3 مليون برميل، وجاء ذلك بعد ارتفاع آخر مقداره 4.3 مليون برميل. منذ أواخر شهر سبتمبر وحتى الآن، صافي المخزون الأمريكي هو ارتفاع في المخزون ليصل إلى 434.1 مليون برميل، وليس كما كان خلال الفترة بين شهر مارس وحتى أواخر سبتمبر عندما كان صافي التغيّر باتجاه الانخفاض.
من هنا، أعتقد بأن منظّمة أوبك سترى حقاً الارتفاع الذي حصل في المخزون الأمريكي خلال الشهر الماضي، كما أن التوقعات ببعض التباطؤ في الطلب العالمي رغم استمراره، أمور داعمة للاعتقاد بأن المنظّمة سوف تبقي على اتفاقها السابق برفع الإنتاج 400 ألف برميل.
مثل هذا القرار كان قد يكون سبباً لرفع أسعار النفط، لكن الآن، قد يكون التأثير غير كبير، بالتالي أعتقد بان أسعار النفط ستستمر ضمن تصحيح هابط على المدى القصير، قبل أن تعاود ارتفاعها لاحقاً مرافقة لتوقعات مزيد من التعافي في الطلب العالمي العام المقبل.
لكن، أي مفاجأة برفع الإنتاج بأكثر من 400 ألف، قد يكون سبباً لدفع أسعار النفط لانخفاض ملموس، ربما لوصول أسعار النفط الأمريكي الخفيف إلى 75 دولار.
