تاريخ العقود مقابل الفروقات

منذ ظهورها قبل حوالي الثلاثين عاماً، نمت شعبية العقود مقابل الفروقات وأصبحت متوفرة بشكل كبير، وباتت تضم فئات أصول وأدوات مالية أكثر من أي وقتٍ مضى. إن مزاياها الفريدة تجعلها المفضلة بين العديد من المتداولين، ولكنها ليست متوفرة بشكل دائم لعملاء التجزئة. يعود تاريخ العقود مقابل الفروقات إلى استخدامها من قبل صناديق التحوط، ولكن الفرص الهائلة التي تقدمها بسرعة أوصلتها إلى المتداولين العاديين. تعرف من هنا، متى وكيف ولماذا.

تاريخ العقود مقابل الفروقات

البداية

المكان: لندن، في بداية عام 1990، تطورت العقود مقابل الفروقات كنوع من تبادل الأسهم باستخدام نظام الهامش. ويعود الفضل في هذا الاختراع بشكل عام إلى براين كيلن وجون وود، اللذان كانا في "UBS Warburg" في ذلك الوقت.

وبما أن العقود مقابل الفروقات هي أوراق مالية ذات تكاليف منخفضة، كانت تُستخدم بالأصل من قبل صناديق التحوط لتغطية المراكز المالية في بورصة لندن، وخاصةً أنها تتطلب هامشاً قليلاً نسبياً، وأيضاً لأنها معفاة من ضريبة المعاملات البريطاني (أو رسوم الطوابع) نظراً لعدم صرف الأسهم بشكل فعلي.

دخولها إلى سوق التجزئة

في لندن أواخر عام 1990، أصبحت العقود مقابل الفروقات متاحة لأول مرة لعملاء التجزئة من خلال عدد من الوسطاء الماليين المبتكرين في المملكة المتحدة. وساعدت منصات التداول عبر الانترنت للحصول على الأسعار الحقيقية في الوقت الفعلي وإبرام صفقات فورية. ومع تقدم التكنولوجيا، ازداد انتشار تداول العقود مقابل الفروقات.

وكانت أول شركة تقدم تداول العقود مقابل الفروقات للعموم هي شركة "GNI Touch"، التي تم استحواذها فيما بعد من قبل "MF Global" (التي لم تعد موجودة). ومن ثم تبعتها العديد من الشركات الأخرى، وبحلول عام 2000 أصبحت العقود مقابل الفروقات متاحة للمتداولين العاديين.

مرحلة النمو

بين عام 2000 و2001، أدركت أسواق التجزئة بأن الميزة الحقيقية للعقود مقابل الفروقات ليست فقط إعفائها من ضريبة المعاملة، بل أيضاً من إمكانية الاستفادة من العديد من الأدوات الأساسية. وبذلك دخلت العقود مقابل الفروقات مرحلة نمو كبيرة.

وتوسعت عروض العقود مقابل الفروقات لتشمل مؤشرات الأسهم والأسهم العالمية والعملات والسلع وغيرها. وأصبحت عقود المؤشرات على أساس المؤشرات العالمية الرئيسية مثل الداو جونز وDax وCAC وغيرها من أكثر الأنواع شعبية، ولا تزال تحتفظ بشعبيتها حتى يومنا هذا.

وفي وقتٍ قصير لم تعد بورصة لندن تقتصر على الأسهم، بل بدأت بتداول العقود مقابل الفروقات، والتي حققت نمواً سنوياً بنسبة أكثر من 100% من حيث الحجم.

التوسع العالمي

في عام 2002، بدأت العقود مقابل الفروقات بالتوسع إلى خارج المملكة المتحدة مع دخول مزوديها الأسواق الخارجية، وكانت استراليا أولها. ومنذ ذلك الحين، تم طرح العقود مقابل الفروقات إلى عشرات الدول والمناطق الأخرى بما فيها جميع أنحاء منطقة اليورو. كانت الولايات المتحدة غائبة بشكل ملحوظ حيث أن تداول العقود مقابل الفروقات لا تزال مقيدة لعملاء التجزئة بسبب القواعد المتعلقة بمنتجات أسواق التداول عبر شبكات الاتصال ونقص الأسواق المرخصة في الولايات المتحدة التي تقدم منتجات العقود مقابل الفروقات.

على الصعيد التنظيمي

في لندن عام 2009، طورت هيئة الخدمات المالية "FSA" الإطار التنظيمي العام لتداول العقود مقابل الفروقات، وخاصةً لمنع استخدام المعلومات الداخلية للشركة في صفقات العقود مقابل الفروقات، وذلك بعد عدة حالات بارزة من سوء استخدام البيانات.

عام 2013، أطلقت كل من شركة LCH.Clearnet، وCantor Fitzgerald، وING Bank، وCommerzbank أول مقاصة مركزية في أوروبا للعقود مقابل الفروقات، بما يتوافق مع اللوائح المالية للاتحاد الأوروبي، بينما عملت على تحسين تغطية العقود مقابل الفروقات.

عام 2016، أصدرت هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية "ESMA" تحذيراً فيما يتعلق ببيع منتجات المضاربة مثل العقود مقابل الفروقات إلى المستثمرين الأفراد، بعد زيادة التسويق المضلل والوسطاء الماليين غير الأخلاقيين، وكان الكثيرين منهم مسجلين في قبرص.

عام 2018، وافقت "ESMA" على وضع قواعد صارمة بشأن تداول العقود مقابل الفروقات للعموم. وتم وضع حدود لاستخدام الرافعة المالية بالإضافة إلى قيود على الهامش. وتم منح التراخيص فقط للشركات القائمة المعروفة والقادرة على تغطية جميع الالتزامات الخاصة بإدارة وإصدار وتوزيع العقود مقابل الفروقات.


قطعت العقود مقابل الفروقات شوطا طويلا ولكنها لم تظهر أي تباطؤ. ومع ازدياد اللوائح التنظيمية وزيادة وعي المتداولين بالمخاطر، فإن تداول العقود مقابل الفروقات مع وسيط موثوق يجعل إدارة المخاطر المنطوية عليها تعود إلى تقدير المتداول نفسه.

يمكنك تداول العقود المقابل الفروقات على السلع مثل النفط والغاز الطبيعي، وعقود المؤشرات لبعض أهم مؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم، وغيرها مع Equiti. تحقق من تسعير العقود مقابل الفروقات لدينا التي تتمتع بالشفافية وتحدث إلى أحد ممثلينا من ذوي المعرفة والخبرة من خلال فتح حساب تجريبي مجاني معنا.

ان العملات والعقود مقابل الفروقات هي منتجات تخضع لنظام الهامش وقد تعرض المستثمر الى خسائر تتجاوز الايداعات. ان التداول في هذه المنتجات قد لا يناسب جميع المستثمرين، لذا يرجى التأكد من أنك على فهم كامل للمخاطر والحصول على مشورة مستقلة عند اللزوم. لا تقدم Equiti نصائح استثمارية.

نبذة عن المؤلف

The author is an expert in the field of multi-asset trading.